فنون

الخميس - 09 سبتمبر 2021 - الساعة 09:46 م بتوقيت اليمن ،،،

مدى الثقافي/ سبوتنيك:


من البديهي أن شخصية العربي المسلم التي ظهرت مكررة ونمطية في أفلام هوليوود لسنوات طويلة، أصبح لها معان وأطر مختلفة عقب تلك الواقعة، والبطل الأمريكي القوي الذي يمثل الخير، دوما، وقضى على الأشرار وعالم الفضاء الخارجي وحماية كوكب الأرض من الدخلاء، تراجع نسبيا لتظهر صور أكثر واقعية.

وسبق أن تركت الحرب العالمية الثانية وحرب فيتنام تأثيرها الكبير على السينما لعقود طويلة، وهو ما يعني أن أحداث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر ستظل تترك آثارها على السينما أيضا.

وفي تصريح لوكالة "سبوتنيك"، اعتبر الناقد السينمائي المصري طارق الشناوي، أن الأثر الأكثر وضوحا لأحداث سبتمبر في السينما كان من نصيب طريقة تقديم الشخصية العربية، مؤكدا أنه "بعد واقعة 11 سبتمبر، زادت جرعة تناول الشخصيات العربية والإسلامية في الأعمال الدرامية، وبالذات سينمائيا، فالحدث بقوته وضخامته فرض نفسه على الحياة، وأصبح هناك تساؤلات أكثر عن الإسلام وطبيعته وعن الإرهاب".

وأضاف الشناوي: "نجد كثيرا من الأعمال أصبحت تتضمن مفردات إسلامية، مثل صوت الآذان، أو عبارة (السلام عليكم) أو آيات قرآنية أو زي إسلامي، وتغيرت ملامح الشاشات في العالم وأصبحت القضايا التي تشمل طرف مسلم محل اهتمام، حتى الربيع العربي حظى باهتمام كبير لأنه في تلك المنطقة بالذات، جرعة الإحساس السينمائي بالتركيبة الإسلامية والعربية زادت، رغم أنها كانت موجودة من قبل ولكن أحداث سبتمبر زادتها".

وأضاف الناقد المصري، طارق الشناوي، أن "صورة العربي والمسلم أصبحت بالطبع أكثر سلبية للأسف، فأحداث 11 سبتمبر كانت تعني تصدير الإرهاب من دول إسلامية إلى خارجها، كما أن مشاهد العنف الدموي والصورة الذهنية التي خلفها الإرهاب ارتبطت بالهويتين، الإسلامية والعربية، وبغض النظر عن جوهر الإسلام وتسامحه، ساهمت تلك الصور في تعميق صورة ذهنية معينة لأنها هي التي انتشرت وليس تسامح الإسلام".

وأكد الشناوي، قائلا: "رغم هذه الصورة إلا أن السينما تنوعت في التناول، كانت هناك الصورة السينمائية التي تقدم مآساة الإنسان الأفغاني نفسه، وأوضاع النساء في ظل طالبان، وكانت هناك الصورة التي تقدم الفن الأفغاني وسينما المقاومة، مثل فيلم الطائرة الورقية التي حاولت أن تعبر عن التراث الفني والشعبي لأفغانستان وعبر عن حنين لما قبل حكم طالبان".

واستطرد الشناوي: "أعتقد أن تناول السينما والفنون لأحداث 11 سبتمبر لم يكتمل بعد، وأرى أن السينما مازال لديها ما تقدمه عن هذه الأحداث خاصة بعد عودة طالبان للحكم في أفغانستان وما ستؤول إليه الأمور هناك".

وبدوره لا يذهب الناقد السينمائي عصام زكريا بعيدا، ولكنه يرى التأثير على نحو مختلف، مشيرا، في تصريح لوكالة "سبوتنيك"، إلى أن "الحدث انعكس بشكل واضح في السينما العالمية وترك أثرا واضحا، كانت هناك ردود أفعال كثيرة".

وأضاف زكريا: "قبل 11 سبتمبر كانت السينما الأمريكية تتناول قصص الإسلام السياسي والإرهاب ولكن بدون جدية، كانت غالبيتها أفلام خفيفة يغلب عليها طابع الأكشن، وبعد تلك الأحداث لم يعد يمكن التعامل مع تلك القضايا على نحو هزلي، فقد تعمقت رؤية السينما الأمريكية تجاه تلك القضايا أكثر وأصبحت أكثر جدية في تناولها".

وأضاف: "هناك شقين، الأول تناول الأحداث نفسها سينمائيا، والأعمال التي قدمت ذلك قليلة بطبيعة الحال، فالأمر كان مؤلما للغاية ليعرض على الشاشات كثيرا، لذا فقلما عولج مشهد انهيار برجي التجارة العالمي نفسه، كما في "يونايتد 39"، و"مركز التجارة العالمي"، ولكن بعض الأفلام تناولت الحدث بشكل مباشر، ومعظم الأفلام تناولت موضوع الجهاديين والإرهابيين وقصصهم وكيف ينشأوا، وكانت هناك أيضا أفلام تطرح أسئلة حول دور أمريكا في صناعة تلك الجماعات ودورها في أفغانستان".

وأضاف زكريا: "الحرب في أفغانستان نفسها كان تناولها متنوع فهناك أفلام تجارية وخفيفة كانت تمجد القوة الأمريكية والبطل الأمريكي، وهناك أفلام تناولت الحرب نفسها بشكل نقدي، مثلما حدث في حرب فيتنام".

وتابع الناقد الفني قائلا: "المؤكد أنه بعد 11 سبتمبر السينما الأمريكية أصبحت أكثر جدية وعمقا في تناول قضية الإرهاب والإسلام السياسي ولم تكتف بأفلام الأكشن والأنماط المكررة".

ويشار إلى أنه في صباح الثلاثاء، الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2001، استولى انتحاريون على أربع طائرات كانت تحلق في أجواء شرق الولايات المتحدة في وقت واحد.

واستخدم الانتحاريون الطائرات كصواريخ عملاقة موجهة، حيث ضربت طائرتان برجي التجارة العالمي في نيويورك، فيما دمرت الطائرة الثالثة الواجهة الغربية لمبنى وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاغون) خارج العاصمة واشنطن، بينما تحطمت الطائرة الرابعة في حقل في ولاية بنسلفانيا.

وبلغ إجمالي عدد ضحايا الهجمات 2977 شخصا بخلاف الانتحاريين وعددهم 19 شخصا.