ملفات وتقارير

الأربعاء - 15 سبتمبر 2021 - الساعة 07:49 م بتوقيت اليمن ،،،

عدن/ مدى برس/ تقرير خاص:


لا تزال ناقلات النفط المتهالكة في ميناء العاصمة المؤقتة عدن، والمملوكة للقيادي البارز في جماعة الإخوان، ونائب مدير مكتب رئيس الجمهورية، رجل الأعمال "أحمد صالح العيسي"، تشكل خطرًا يحدق بالحياة البحرية والبيئية، مع احتمالية تأثيرات كبيرة جراءها تهدد حياة الإنسان.

مؤخرًا، وبعد أن تعرضت إحدى الناقلات المتهالكة التابعة للمدعو "العيسي"، للغرق قبالة سواحل مديرية البريقة، في غرب العاصمة المؤقتة، في يوليو الماضي، وتسببت حينها بكارثة بيئية وبحرية، طفت على السطح عديد تساؤلات عن الناقلات المتهالكة في ميناء عدن والتي وصل عددها إلى 12 سفينة (منذ 2013م حتى 2018م).

وبغرق ناقلة النفط المتهالكة التي يطلق عليها "ضياء 1" تؤكد إحصائية صادرة في الـ24 من شهر أغسطس/آب الماضي، عن "المركز الإقليمي البحري" لتبادل المعلومات عن عدد السفن المنتظرة أو ما تعرف بـ"السفن المتهالكة" في غاطس ميناء عدن، أو ما يعرف بـ"رمي المخطاف" تقلص إلى 11 سفينة.

في تقرير نشره موقع "خيوط" أشار إلى أن هذه الناقلات المتهالكة، لا تزال متواجدة في داخل منطقة تسمى "رمي المخطاف" بالرغم من التحذيرات من كارثة بيئية وبحرية قد تتسبب بها وتؤدي إلى تسمّم شواطئ خليج عدن.

يقول التقرير، إن أبرز العوامل المشتركة في كافة السفن المملوكة لمجموعة "العيسي" المتوقفة في المنطقة التي تُعرف بـ"رمي المخطاف" هو العمر الكبير لكل هذه السفن وفقدانها للتأمين والتصنيف منذ سنوات طويلة.

وبحسب التقرير، فإن عدد الناقلات المتهالكة والراسية في الميناء، التي تتبع "العيسي" يبلغ عددها 5 ناقلات، بعد أن غرقت الناقلة السادسة "ضياء 1" في يوليو/تموز الماضي.

أبرز ناقلات "العيسي"

1- ناقلة (نفط اليمن1): توقفت في 10 أكتوبر 2015م وترفع علم "السويد" وتعود ملكيتها لبنك "سبأ الإسلامي" بصنعاء، والمدير التجاري لها "عبر البحار" التابعة للتاجر "العيسي". وفقًا لقاعدة السفن المفتوحة "إيكواسيس" وبحسب موقع تتبع السفن vesselfinder فإنها مملوكة لشركة "ناقلات نفط الخليج".

2- ناقلة (لؤلؤة أثينا): توقفت في 23 أغسطس 2015م وترفع علم "مالطا" ومسجلة تحت ملكية "الخليج العربي للشحن والتجارة" المملوكة لمجموعة "العيسي". وبحسب بيانات موقع تتبع السفن فقد كانت عام 2011م مسجلة باسم "بنك التسليف التعاوني" بصنعاء.

3- ناقلة (أميرة البحر2): توقفت في 29 مايو 2015م وترفع علم "اليابان" مملوكة منذ 2009م لبنك "التسليف التعاوني" وتدار من قبل شركة "عبر البحار" التابعة لتاجر النفط "العيسي".

4- ناقلة (سيشم فينول1): توقفت في يونيو 2017م وكان آخر علم رفعته علم "مالطا" تتبع شركة عبر البحار التابعة أيضًا للمدعو "العيسي".

5- ناقلة (الهلال): توقفت في 23 يونيو 2017م وترفع علم "سيراليون" ومسجلة باسم "عبر البحار"، حيث وأن هذه الناقلة تفتقد التأمين والتصنيف منذ سنوات طويلة. وفقًا للتقرير.

كارثة التسرب على البيئة

ونقل التقرير عن استشاري بيئي وأستاذ في كلية علوم البحار بمحافظة الحديدة، قوله إن الآثار البيئية لتسرب النفط من السفن المتهالكة في ميناء عدن، أو أي ميناء تبدأ من لحظة طفو البقع النفطية على سطح المياه وثم انتشارها مع حركة التيارات البحرية، وصولاً إلى الشواطئ.

ويقول الاستشاري عبدالقادر الخراز، إن التلوث يصيب المياه البحرية والأسماك والكائنات البحرية الأخرى، وعند وصوله إلى الشاطئ يلوث الرمال الشاطئية والبيئات الساحلية الحساسة والمناطق الرطبة، ويؤثر على الطيور المستوطنة والمهاجرة، ويقضي على جميع الكائنات البحرية الساحلية ويرقات الأسماك التي تسكن القيعان والشواطئ، ما يفقد الطيور مصدر غذائها.

ولا يتوقف خطر التلوث عند البيئة والحيوانات والنباتات والمناطق الرطبة فقط، وفقاً للخراز، بل يمتد إلى الإنسان، حيث تتركب المواد المتسربة من هيدروكربونات نفطية ومعادن سامة سيحدث لجزء منها أيضاً عملية تبخّر نتيجة حرارة الشمس، وستنتقل عبر الرياح إلى المناطق السكنية القريبة من البحر، حاملة الكثير من الغازات السامة المسببة للأمراض التنفسية والسرطانات.

يُشار إلى أن استمرار تواجد السفن المتهالكة على موانئ خليج عدن، يأتي وسط تجاهل دولي كبير لأوضاع السفن وللنتائج الكارثية المترتبة من بقائها في الميناء.