السبت - 18 سبتمبر 2021 - الساعة 07:00 م بتوقيت اليمن ،،،
صنعاء/ مدى برس/ خاص:
أقدمت جماعة الحوثي الإرهابية، اليوم السبت 18 سبتمبر/أيلول 2021م، على تنفيذ جريمة إعدام ميداني بحق تسعة مواطنين من أبناء تهامة بينهم قاصر بتهمة مشاركتهم في مقتل الصريع صالح الصماد والذي قتل في غارة جوية للتحالف العربي خلال تواجده في مدينة الحديدة في أبريل 2018.
وبحسب شهود عيان، فقد اختار الحوثيون الطفل القاصر عبدالعزيز الأسود ليكون أول المطروحين أرضًا لينفذ فيه حكم الإعدام ظلمًا وهو يصرخ "والله بريئ والله بريئ".وأكد شهود العيان، أن الطفل القاصر لم يستطع الوقوف بسبب اصابته بكسر بالعمود الفقري نتيجة التعذيب، ما جعل أحد أفراد الميليشيا يطوقه من ظهره في ميدان الإعدام كي لا يسقط أرضاً.
وكانت جماعة الحوثي قد اعتقلت الضحايا بعد مشاركتهم في فعالية جماهيرية حضرها صالح الصماد رئيس ما يعرف بالمجلس السياسي الأعلى، وقامت بتلفيق تهمة رفع إحداثيات ووضع شرائح تسببت بمقتل الصريع الصماد.
وقامت الجماعة بتنفيذ محاكمة سرية للمتهمين، صادرت فيها أبسط حقوق المتهم بتنصيب محام للدفاع عنه، كما مارست أبشع أنواع التعذيب بحق المتهمين، حتى بلغ الحال بأحد المتهمين وهو محمد المشخري بالقول إنه مستعد للتوقيع على محضر قتله لرسول الله نتيجة ما تعرض له من تعذيب بشع داخل السجن.
وقد افتقدت المحاكمة الهزلية للمتهمين لأبسط شروط التقاضي، حتى إن محامي المتهمين المحامي عبدالمجيد صبرة صرح أنه لم يستطع حتى الحصول على صورة من الحكم الصادر بحق المتهمين والقاضي بإدانتهم وتنفيذ حكم الإعدام بحقهم.كما أكد المحامي صبرة أنه لم يسمح لضحايا الجريمة الحوثية بالزيارة قبل تنفيذ حكم الإعدام أو حتى بالاتصال بأقاربهم كجانب إنساني، وإن آخر زيارة لهم كانت في شهر 4/2021م بعد صدور الحكم الاستئنافي أي قبل خمسة أشهر تقريباً، وكانت الزيارة في مقر محكمة استئناف الأمانة بصنعاء كونهم محتجزين في سجون غير معروفة منذ اعتقالهم في 2018م.
وأشار المحامي صبرة أن بين المحكوم عليهم بالإعدام المتهم عبد العزيز الأسود الذي طلب محاميه صقر السماوي عرضه على لجنة طبية لتحديد سنه، كونه لم يبلغ الثامنة عشرة سنة عند اعتقاله، لكن الشعبة الجزائية الاستئنافية المتخصصة رفضت هذا الطلب، وعللت ذلك أنها تكتفي بما جاء في محاضر الاستدلال حول سنه، كما رفضت المحكمه العليا أيضا الاستجابة لهذا الطلب.
وجاءت مسرحية الحوثيين بالتضحية بتسعة من أبناء تهامة بهدف بث الرعب والخوف لدى الشعب، وكذا للتغطية على الصراعات الداخلية التي تشهدها قيادات الصف الأول للجماعة والتي كان لها دور في تصفية الصريع الصماد الذي قاد تياراً مناوئاً لمحمد علي الحوثي وأحمد حامد.
وبعد مقتل الصماد قامت الاستخبارات العسكرية التابعة للجماعة باعتقال عدد من المقربين من الصماد بتهمة التخابر مع دول التحالف العربي، والمشاركة في تنفيذ عملية تصفية الصماد، غير أنها لم تحاكمهم حتى الآن ولا يزالون في السجن بدون محاكمة.
وأبرز من تم اعتقالهم من قبل المخابرات العسكرية التابعة للحوثي، السكرتير الصحفي الخاص بصالح الصماد، محمد الوريث الذي ظل خبر اعتقاله وإخفائه طي الكتمان حتى كشف عنه القيادي الحوثي محمد المقالح، الذي تساءل في إحدى تغريداته عن سبب اعتقال سكرتير الصماد الصحفي، متهماً القيادي الحوثي أحمد حامد مدير مكتب الرئاسة في سلطة ميليشيا الحوثي بالوقوف وراء اعتقاله.
اعتقال الوريث، والذي تم بعد أقل من عام على مقتل الصماد، جاء في إطار الصراع بين الأجنحة القيادية داخل المليشيا، حيث تم اعتقال وإقصاء كل الكوادر الصحفية والإعلامية والإدارية التي كانت تعمل في فريق الصماد من قبل القيادي في المليشيا ومدير مكتب الرئاسة أحمد حامد المكنى بأبي محفوظ.
وتعرض أفراد أسرة الوريث للتهديد بمنعهم من التواصل معه نهائياً، وحتى باعتقالهم في حال أثاروا قضيته إعلاميا أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وهو الأمر الذي اضطرهم إلى الصمت حيال استمرار اعتقاله حتى الآن.
ويؤكد مقربون من الوريث أن عملية اعتقاله جاءت في سياق تصفية الحسابات بين القيادات الحوثية، وفي إطار الصراع بين هذه القيادات، ولا علاقة لاعتقاله بالتهم الملفقة ضده من قبل أحمد حامد.
في السياق، كشف القيادي المؤتمري الشيخ ياسر العواضي، أن صالح الصماد عبّر عن مخاوفه من اغتياله من فريق حوثي داخل الجماعة له صلات باستخبارات أجنبية.وأشار إلى أن الصماد حرص بعد ذكرى المؤتمر في أغسطس 2017 على تجنب أي صدام بين المؤتمر ومليشيا الحوثي للحفاظ على منصبه وخوفاً على حياته.
ونقل العواضي عن الصماد أنه قال صراحة "أنا حريص على عدم الصدام بين الحوثيين والمؤتمر لسببين أولهما أن منصبي في المجلس السياسي مرتبط باستمرار العلاقة الجيدة، ثانياً أن حياتي مرتبطة بحياة الزعيم فإذا تم اغتياله، سيتم اغتيالي بعده على أيدي جناح معروف من الحوثيين، وذكر حينها قياديين اثنين من الحوثيين أحدهما له ارتباط وثيق باستخبارات أجنبية".