فنون

الإثنين - 20 سبتمبر 2021 - الساعة 06:44 م بتوقيت اليمن ،،،

مدى الثقافي/ متابعات:


يرى خبراء في الدراما المصرية أنه ”في الوقت الذي من المفترض أن تلعب الدراما التلفزيونية دورا هاما في تشكيل الوعي وبث القيم الوطنية والإيجابية، والتأثير على مواقف وسلوك الأفراد وتكوين الذوق العام، إلا أنه ظهرت أعمال درامية مصرية، مؤخرا، رسخت قيما سلبية في المجتمع“.

ويؤكدون أنه ”باستثناء الأعمال التي تبرز بطولات الجيش والشرطة في مواجهة الإرهاب، ناقشت الكثير من الأعمال المصرية القيم الثابتة بمفاهيم مغايرة، فضلا عن الإفراط في إبراز السلبيات خلال الأعمال الدرامية المختلفة، كتجارة المخدرات وتعاطيها وأعمال البلطجة وغيرها من السلوكيات السيئة“.

تدني المستوى

ويرى السيناريست والناقد الفني المصري سمير الجمل، أن ”الدراما المصرية العريقة تدنى مستواها بشكل كبير، خاصة خلال الثلاث سنوات الأخيرة، باستثناءات بسيطة لبعض الأعمال التي تحاكي بطولات وطنية“.

واعتبر الجمل، في تصريحه لـ“إرم نيوز“، أن ”الدراما المصرية في السنوات الأخيرة انحرفت عن مسارها وساهمت في تزايد السلبيات في المجتمع، مثل تعاطي المخدرات أو البلطجة“، متهما بعض الأعمال الدرامية بتعمد إفساد المجتمع ”مع سبق الإصرار والترصد“.

وتساءل: ”كيف يعرض مسلسل تاجر المخدرات خلال الـ29 حلقة على أنه سعيد وفي عالم آخر نتيجة تجارته غير المشروعة، ثم تأتي في حلقة واحدة فقط وهي الأخيرة، بإظهار أنه أصبح يواجه المشاكل بسبب تجارته، فهذا غير معقول؟.. فالصورة السلبية ترسخت بالفعل طوال الحلقات الـ29، خاصة عند فئات الأعمار الصغيرة“، مؤكدا وجود ”تعمد في رصد السلبيات وتمجيد أعمال الشر“.

وعن تحول الفن حسب المزاج العام، يرى أن ”هذا غير صحيح“، مؤكدا أن ”الفن الحقيقي يقود الأمم وليس العكس أن ينحدر حسب أهواء الشارع وتخرج الأعمال للنور حسب المزاج العام في الشارع“، بحسب قوله.

خلل في الأسرة والمجتمع

أما الناقدة الفنية المصرية ماجدة موريس، فترى أن ”الفن والدراما بصفة خاصة ليس لها علاقة بما يحدث من جرائم اجتماعية“، نافية تأثر الأطفال والشباب وغيرهم ببعض الأعمال الدرامية التي تبرز السلبيات.

وأوضحت في تصريحات لـ“إرم نيوز“، أن ”هناك جرائم كثيرة تم رصدها خلال الفترة الأخيرة في المجتمع، كزنا المحارم وغيرها، لم يتم تناولها في الأعمال الفنية سواء الدراما أو السينما“، مرجحة أن ”تزايد الجرائم سببها خلل في المجتمع والأسرة، وليس للفن علاقة بذلك“.

وقالت إن ”الدراما المصرية العريقة تبرز بعض السلبيات منذ القدم وليس مستحدثا للتوعية بمخاطرها ومشاكلها كتجارة المخدرات وغيرها“، مشيرة إلى أنه ”في النهاية ينتهي العمل الدرامي بنهاية قاسية على تاجر المخدرات أو الشخص الذي يجسد دورا ضد القيم، وذلك للاتعاظ“.

وأكدت ماجدة موريس أن ”الدراما المصرية تلعب دورا هاما بالفعل في انتشار الوعي، ولكن تحجمها في بعض الأحيان الرقابة في نشر رسالتها كاملة في بعض الأعمال الدرامية وكذلك السينمائية“.

افتقاد التنوع الدرامي

بينما يرى المخرج المصري إبراهيم فخر، أن ”المشكلة ليست في عرض تجارة المخدرات أو تناولها وغيرها من السلبيات، وإنما تكمن المشكلة في عدم التنوع والتركيز على قوالب درامية معينة دون غيرها“.

وأوضح فخر أن ”الدراما المصرية خلال السنوات السابقة، تفتقد لقالب هام، وهو المسلسلات الدينية، وبرغم أن موسم الدراما يلمع في شهر رمضان، الشهر ذو الطابع الديني، إلا أنه رغم ذلك لم يُنتج عملا واحدا من هذه النوعية بعكس السابق“.


وأكد أن ”تنوع القوالب الدرامية في الموسم سيؤدي إلى نتائج جيدة من شأنها عودة الدراما المصرية العريقة إلى سابق عهدها، بعد انحدارها خلال السنوات الأخيرة“، بحسب قوله.

المصدر: مصطفى سعداوي - إرم نيوز