كتابات

الأربعاء - 13 أكتوبر 2021 - الساعة 10:44 م بتوقيت اليمن ،،،

مدى الثقافي/ عبد الوهاب سنين


الرواية لها بناء معماري، يقوم بتأسيسه الكاتب، ويتميز هذا البناء بتقنية سردية، من خلالها تتكون معالم الرواية، المكونة من شخصيات وأحداث وحبكة، وهذه البوتقة السردية تنبثق من الفكرة التي تماهى معها الكاتب، ويأتي بعد ذلك إشباع الفكرة بملء ذهنية الكاتب بمراجع تخص تلك الفكرة، كانت تاريخية او اجتماعية او سيكولوجية، وكذلك المفهوم العام للرواية انها من أهم الأجناس الأدبية، ويرى فلاديمير كريزنسكي (ان النص الروائي مثل الكائن الحي له بنيته الوراثية والبيولوجية، التي تجعله قادرا على التوالد والتناسل، والتكييف) انظر جميل حمداوي (مستجدات في النقد الروائي).

لذلك لا بد للروائي أثناء بناء روايته تحبيكا وتخطيبا، ان يكون نابعا من تأثر كان ذلك في البيئة المجتمعية التي يعاصرها، او بنية سوسيولوجية قديمة، وما يهم الكاتب هو هضم الحقبة التي يتناولها في سرده الروائي، ومن جمالية الرواية الوصف وهو متعدد ومن ذلك : وصف شاعري وفيه يستحضر التخييل المترع بالعاطفة، والوصف الواقعي وفيه يتم رصد الواقع بتمظهراته وتمفصلاته ايهاما وتخييلا، وفي ذلك جذب للمتلقي وإيصاله إلى درجة عالية من الاقتناع،
جانب آخر في الفن الروائي هو معرفة الكاتب بالتجنيس لعمله، ومن خلال التجنيس يأتي المتلقي لإبراز النوع كأن تكون الرواية عرفانية او سياسية او تاريخية، لذلك نجد في الرواية عالما من التأملات وفيها الواقعي والخيالي يجمع بين ما هو غريب وخارق ومألوف. هذا ما يخص الكاتب.

أما المتلقي فلا بد من منهجية يعتمد عليها في تشريح اركان الرواية، كتبنيه منهجا محددا، فليكن مثلا السيميائي وهو من المناهج الحديثة، وفيه يشتغل على معرفة أدواته ومفاتيحه بداية من العنوان، وعمل دراسة مقاربة سيميائية، ومن خلال هذا المنهج يتم الكشف عن تمفصلات وتمظهرات الرواية، ومن ذلك دراسة تأليف الشخصيات ورمزية أسمائها، ودراسة الذات داخل الخطاب الروائي، والتعمق في آليات الرواية مثلا: آلية التخطيب، وفيها نرى الكاتب يعتني ببناء روايته وتخطيبها، وهو ما (يعرف بالمنظور الداخلي في معمار الرواية، حيث نجد شغل ضمير المتكلم، وتارة نجد الراوي وسط هذا المعمار، وهو يشارك الشخوص في الدفع بالاعمال بوظائف السرد) والتنسيق والانفعال والأدلجة.

أما الحبكة، فيكشف المتلقي عن الحبكة ومدى التحامها مع الأحداث، ومعرفة الحبكات المصيرية، إذ الحبكة ليست واحدة بل هناك عدة، حسب الرواية حيث نجد حبكة ميلودرامية، وحبكة مأساوية، وحبكة وقحة، كل ذلك يكشف عنه المتلقي، ويقوم بتحليل الخطاب الروائي في العمل الذي تناوله بالقراءة.

أما إعادة الرواية بطريقة المتلقي، فهو تحصيل حاصل لم نخرج منه بفائدة تنويرية لمفاصل الرواية، ومكامن القوة من الضعف.