ملفات وتقارير

الأحد - 17 أكتوبر 2021 - الساعة 02:27 م بتوقيت اليمن ،،،

عدن/ مدى برس:


بين جبهات القتال وجبهات الريال، باتت المناطق المحررة مسرحاً لمعارك عنيفة مستمرة ومستعرة خلال الأيام الماضية، تتوالى فيها الهزائم والنكبات على ابناء هذه المناطق، عسكرياً واقتصادياً دون أي مؤشر لإنقاذهم منها ، والأسوأ ان ما يلوح على الأفق بات هو العكس. 
 
مؤشرات استمرار مشهد الهزيمة العسكرية والاقتصادية بل وتفاقهما غطي على أي تحليلات أو توقعات بتحسن الوضع، ولا يعود الأمر إلى صعوبة المعركة اقتصادياً أو قوة الخصم عسكرياً (الحوثي)، بل إلى حقيقة استمرار قيادة المواجهة الإقتصادية والعسكرية من قبل نفس الأدوات التي صنعت وتصنع منذ بداية الحرب الهزيمة لا غيرها.
 
هذه الأدوات التي تسيطر عملياً على قرار الشرعية سياسياً واقتصادياً وعسكرياً ، وهي جماعة الإخوان وجنرالها العجوز علي محسن الأحمر الذي تولى الملف العسكري داخل الشرعية منذ تعيينه في ابريل 2016م خلفاً لخالد بحاح الذي تم الإطاحة به بمؤامرة إخوانية زعمت أنه يسعى للإطاحة بالرئيس هادي.
 
تولى الأحمر المنصب ومعه الملف العسكري للشرعية في وقت كانت فيه قوات الجيش المتمركزة في جبال نهم تطل على العاصمة صنعاء من على بعد 30 كم فقط ، وبعد 5 سنوات منذ تولي الرجل زمام المعارك باتت مليشيات الحوثي تطل على مدينة مأرب من التباب المحيطة بها وعلى بعد 15 كم فقط من قلب المدينة او سيطرت المليشيات على البيضاء وكذا مديريات بيحان وعسيلان وعين بشبوة مؤخراً.
 
حصاد مؤلم دفع ثمنه اليمنيون جراء توليه هذا المنصب رغم التحذيرات التي أطلقها سياسيون بارزون عن كارثية ذلك ، بل ومن وقت مبكر، وربما كان أولها التحذير الذي اطلقه رئيس الوزراء الجنوبي السابق حيدر ابوبكر العطاس بعد شهرين فقط من تعيين الرجل.

حيث قال في لقاء تلفزيوني بأن "الإنتصار في اليمن سيكون مستحيلا مادامت السعودية ودول التحالف تعتمد على اللواء علي محسن الأحمر في إدارة الحرب".
 
استمر الرجل في عبثه بمعركة اليمنيين ضد جماعة الحوثي الإرهابية رغم التحذيرات من عواقب ذلك ، ولعل اشدها كان على لسان أمين عام التنظيم الناصري المحامي عبدالله نعمان في مؤتمر صحفي عقده في تعز في مارس من العام الماضي.
 
حيث انتقد نعمان بشده قرار هادي بتعيين الأحمر نائبا له ، ووصف الأحمر بأنه "تاجر الحروب وقائدا لمجاميع إرهابية، وأن تاريخه مليء بالهزائم وعنوان للفشل والإخفاق" ، محذراً من استمرار الهزائم والنكسات العسكرية اذا استمر في المنصب.
 
لتأتي الشهادة الأهم بفداحة ما صنعه العجوز ومن قلب جماعة الإخوان على لسان القيادي الإخواني البارز الحسن ابكر علي، محافظ الجوف وقائد مقاومتها السابق قبل نحو شهر ومن على قناة "المهرية" إحدى قنوات الإخوان الممولة من دولة قطر.
 
حيث اتهم ابكر علي محسن بشكل صريح بأنه السبب في هزائم الشرعية العسكرية ، وقال بأنه "هو من دمر كل شيء" ، وكشف عن قيامه بمحاربة كل من يسعى إلى تحرير اليمن من الحوثي ويبرز كشخصية قوية من القادة العسكريين ، مؤكداً بأن ذلك "جزءا من اطماعه الشخصية وحرصا منه على بقاء منصبه" ، وختم حديثه بالقول : علي محسن شهوته قتلتنا كبلد وكيمنيين".
 
هزائم اليمنيين عسكرياً بإنهيار الجبهات امام مليشيات الحوثي جراء عبث الأحمر، تتزامن مع هزيمتهم القاسية اقتصادياً بسبب انهيار العملة المحلية امام العملات الصعبة والذي تسارع بشكل مخيف خلال الأسابيع الأخيرة.
 
انهيار يعود لأسباب متعددة لكنها في الأخير تعد حصيلة سنوات عجاف من العبث والفساد المهول الذي تمارسه جماعة الإخوان وأدواتها المتحكمين بالقرار داخل الشرعية.
 
وكانت بدايته ذلك مع طباعة حكومة بن دغر السابقة مليارات من العملة المحلية دون غطاء من العملة الصعبة ودون معرفة لحجم هذه المليارات وأين تم صرفها ، في ظل عجز متعمد للحكومة عن دفع رواتب الجيش والأمن لأشهر طويلة ، رغم أنها ظلت تبرر طباعة العملة بمواجهة الإلتزامات المترتبة عليها وابرزها الرواتب.
 
لجوء حكومة بن دغر لطباعة العملة كانت كتغطية لفشلها في تحصيل الإيرادات السيادية الهامة إلى البنك المركزي في عدن ، واغلبها تحت يد جماعة الإخوان وعلى رأسها عائدات الغاز والنفط في مأرب وعائدات الجمارك والضرائب من المنافذ والموانئ في المهرة وحضرموت.
 
طباعة العملة تزامن مع عمليات فساد وعبث ضاعفت من ازمة الريال، من ضمنها قرارات عبثية لمئات التعيينات داخل الشرعية لعناصر من جماعة الإخوان او المواليين لهم، وتخصيص رواتب ضخمة بالعملة الصعبة من عائدات النفط،المصدر، والتي يتم توريدها بعيداً عن البنك المركزي بعدن ، رغم الحاجة الملحة لها لدعم استقرار العملة المحلية.
 
بالإضافة الى أسباب عديده من بينها رفض تعيين قيادة جديدة للبنك المركزي في عدن لضبط عمليات المضاربة المسؤولة عن جزء كبير من رفع أسعار الصرف باعتراف رئيس الوزراء معين عبدالملك.
 
معين الذي اقر ايضاً بأن 60% من الطلب على العملة يأتي لإستيراد المشتقات النفطية وأكد على ضرورة إعادة تشغيل مصافي عدن المتوقفة منذ 5 سنوات وسط اتهامات بتعمد ذلك من جهات نافذة في الشرعية لحماية مصالح مستوردي المشتقات النفطية وعلى رأسهم رجل الأعمال الإخواني احمد العيسي الذي يشغل ايضاً منصب نائب رئيس مكتب الجمهورية.
 
حقائق وشواهد تؤكد على أن ما يتلقاه اليمنيين من هزائم في جبهات القتال على الأرض أو في جبهات الريال والإقتصاد ، ما هي عوارض لورم الإخوان الخبيث في جسد الشرعية.