صحافة

الثلاثاء - 11 يناير 2022 - الساعة 08:31 م بتوقيت اليمن ،،،

مدى برس / ألعرب:


رفضت بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاقية الحديدة "أونمها" الثلاثاء عسكرة الموانئ في المدينة اليمنية، مؤكدة أنها تلاحظ بقلق بالغ ما وصفته بالادعاءات المتعلقة باستخدام موانئ الحديدة (غربي اليمن)، لأغراض عسكرية.

وطلبت البعثة في بيان "القيام بإجراءات التفتيش التي تعتبر جزءا من تفويضها"، مؤكدة "وقوفها على أهمية الاستعداد لمعالجة شواغل عسكرة الموانئ".

وذكّرت البعثة الأطراف المعنية بأن الموانئ تعتبر شريان الحياة للملايين من المواطنين اليمنيين، داعية إياهم إلى حل هذه القضية مع الالتزام بضبط النفس، وأن تعطى الأولوية القصوى للحفاظ على الطابع المدني للبنية التحتية والمنشآت العامة، وضمان حماية المواني بما يصب في مصلحة الشعب اليمني.

ويقول مراقبون إن البيان الأممي يوجه رسالة واضحة مفادها أنه لن يسكت على تحويل الميناءين اللذين سمح للحوثيين باستعمالهما في المسائل الإنسانية وليس لتكديس الأسلحة من إيران، لاسيما وأن السلوك الحوثي يناقض اتفاق السويد الذي تم بمقتضاه تسهيل عودة فتح الميناءين لاعتبارات إنسانية.

ويأتي البيان الأممي بعد مطالبة الحكومة اليمنية الأمم المتحدة وبعثتها لدعم اتفاق الحديدة باتخاذ موقف حازم والضغط على الحوثيين لتنفيذ اتفاق ستوكهولم، والحيلولة دون استخدامها نقطة انطلاق لشن الهجمات الإرهابية التي تستهدف خطوط الملاحة وتهدد الأمن والسلم الإقليمي والدولي، وكان أحدثها قرصنة سفينة الشحن "روابي" لدى قيامها بمهمة بحرية بنقل مستشفى ميداني من سقطرى إلى جيزان، وذلك في خطوط الملاحة الدولية بالبحر الأحمر.

 وكان التحالف الداعم للشرعية في اليمن، الذي تقوده السعودية، اتهم الحوثيين باستخدام ميناءي الحديدة والصليف، كـ"غطاء لعملياتهم الإرهابية وتفخيخ الزوارق البحرية"، وقال "إن ميناء الحديدة البوابة الرئيسية لاستقبال الصواريخ الباليستية الإيرانية".

وعرض التحالف خلال مؤتمر صحافي سابق، مقاطع فيديو قال إنها  مشاهد "لموقع تجميع وتركيب الصواريخ الباليستية في ميناء الحديدة".

وقالت الحكومة اليمنية إن الأدلة التي عرضها التحالف العربي تؤكد عسكرة ميليشيا الحوثي موانئ الحديدة الثلاثة: الصليف، ورأس عيسى، والحديدة.

والصليف والحديدة الواقعان في محافظة الحديدة، ميناءان أساسيان لإيصال المساعدات الإنسانية التي يعتمد عليها 80 في المئة من اليمنيين، الذين يواجهون واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم منذ بداية الحرب عام 2014.

وتعد المنطقة أيضا طريقا بحريا تجاريا مهما، لاسيما لنقل النفط، إذ يمر حوالي 1.5 مليون برميل نفط يوميا عبر البحر الأحمر من الكويت وسلطنة عمان والسعودية، وفق شركة "أس أند بي غلوبل بلاتس".

وتقدر الأمم المتحدة أن الحرب في اليمن أودت بحياة 377 ألف شخص، قضى أغلبهم بسبب تداعيات النزاع، ولاسيما نقص المياه النظيفة والجوع والمرض.

وكانت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، أعلنت في وقت سابق أنها تلقت أنباء عن وقوع هجوم على سفينة بالقرب من ميناء رأس عيسى اليمني، وأن التحريات جارية لمعرفة التفاصيل.

وكان أحدث هجوم شهده هذا الميناء وقع عام 2019 من قبل الحوثيين، الذين خطفوا ثلاث سفن، بينها اثنتان تابعتان لكوريا الجنوبية.

ومنذ انقلاب الحوثيين على الشرعية في الحادي والعشرين من سبتمبر 2014، تحولت موانئ الحديدة إلى منافذ تهريب للأسلحة الإيرانية، بما فيها قطع الصواريخ الباليستية التي استهدفت الأراضي السعودية.

وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" نقلا عن مسودة تقرير سري للأمم المتحدة السبت أن الآلاف من الأسلحة، من بينها قاذفات صاروخية ورشاشات، ضبطتها البحرية الأميركية في الأشهر الأخيرة في بحر العرب، مصدرها مرفأ جاسك الإيراني، وكانت موجهة إلى اليمن خصوصا.

وأفادت الوثيقة التي أعدها فريق خبراء من مجلس الأمن الدولي حول اليمن، بأن محاولة تمرير أسلحة مصنوعة في روسيا والصين وإيران بطريقة غير قانونية إلى اليمن تمت عبر مراكب خشبية صغيرة ووسائل نقل برية، انطلقت من مرفأ جاسك في جنوب شرق إيران المطل على بحر عمان.

وتتهم المملكة العربية السعودية التي تقود تحالفا عسكريا يدعم منذ 2015 الحكومة اليمنية في حربها مع المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، وكذلك الولايات المتحدة، منذ فترة طويلة إيران بتزويد الحوثيين بأسلحة، الأمر الذي تنفيه طهران.