صحافة

الثلاثاء - 11 يناير 2022 - الساعة 10:58 م بتوقيت اليمن ،،،

مدى برس/ وكالات :


أعلن التحالف العربي الداعم للشرعية اليوم انطلاق عملية عسكرية واسعة تحمل اسم عملية "حرية اليمن السعيد" لاستعادة كل المناطق اليمنية من ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران، في تطور كبير له ما بعده في صورة المشهد اليمني. 

جاء ذلك في المؤتمر الصحافي للمتحدث باسم التحالف العربي العميد تركي المالكي برفقة محافظ شبوة، عوض بن الوزير العولقي، في مدينة عتق عاصمة المحافظة التي وصلها اليوم بعد ساعات من تحرير كل مديرياتها من قبضة الميليشيات الحوثية.

إعلان التحالف بالتوجه نحو الحل العسكري بعد أن تعذرت الحلول السلمية للحرب الدائرة منذ سبع سنوات هدفه وفقاً للمالكي "الوصول إلى نماء وازدهار اليمن وتطهيره من ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران". ولهذا دعا اليمنيين إلى "الالتفاف حول قيادتهم السياسية". 

لحظات تاريخية 

وثمّن المالكي تلك اللحظات التي وصفها بالتاريخية جراء تحرير المحافظة من الميليشيات بشكل كامل، معتبراً "أن اليمنيين يمكنهم كما حرروا شبوة تحرير البلاد كافة إذا توحدوا".

وفي معرض رده على أسئلة الصحافيين عن أهداف عملية "حرية اليمن السعيد" أوضح المالكي "أنها ليست عملية عسكرية بالمصطلح العسكري، بل إنمائية تنقل اليمن إلى النماء والازدهار ليصبح في مجال المصفوفة الخليجية". مضيفاً، "أن الشعب اليمني يستحق الحياة". مشدداً على "أهمية العمل الإنساني والإغاثي في البلاد، سواء في شبوة المحررة أو مأرب التي تضم آلاف النازحين، بالإضافة إلى غيرها من المناطق". وشدد على "وجود العديد من النازحين الذين فروا من انتهاكات الحوثيين". وأوضح "أن التحالف دعم عمليات الجيش ولا يزال من أجل تطهير البلاد من تلك الميليشيات، ودعم الحكومة الشرعية، لصالح الشعب اليمني".

رسالة أخوية

وفي أول تعليق لمسؤول يمني رفيع، أشاد نائب الرئيس اليمني، علي محسن صالح، بإعلان التحالف انطلاق عملية "حرية اليمن السعيد"، وأكد "أن هذا الإعلان يأتي ضمن الرسائل الأخوية والمواقف النبيلة لدول تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية الشقيقة، ويجسد التلاحم العربي في مواجهة المشروع الفارسي والعمل على استعادة الدولة اليمنية وإجهاض مشروع إيران التخريبي في اليمن والمنطقة، ونشر الأمن والاستقرار والسلام في ربوع بلدنا الحبيب، وحماية الهوية اليمنية ضمن حاضنتها العروبية والخليجية".

وقال "إن أبناء الشعب اليمني وفي مقدمتهم كل المرابطين في ميادين الحرية والكرامة في الساحل الغربي والضالع وتعز وحجة ومأرب وشبوة والبيضاء والجوف وصعدة وكل محافظات اليمن، على ثقة تامة باقتراب موعد النصر وبزوغ شمس الجمهورية وهزيمة ميليشيات الانقلاب الرافضة للسلام والمتنصلة عن كل الاتفاقيات والقيم والأخلاق اليمنية".

في 10 أيام 

وأمس، أعلنت "ألوية العمالقة"، مساء الاثنين، تحرير جميع مديريات محافظة شبوة، (جنوب شرقي اليمن) من قبضة ميليشيات الحوثي في عمليات وصفها مراقبون بالنوعية، استطاعت إنجاز مهمتها في وقت قياسي لا يتعدى عشرة أيام في منطقة ذات تضاريس جغرافية متنوعة.

أولى مديريات مأرب

وعقب سيطرتها على شبوة، بدأت ألوية العمالقة، بمشاركة قوات الجيش وطيران تحالف دعم الشرعية في اليمن، اليوم، شن هجوم كثيف من ثلاثة محاور على مديرية حريب التابعة لمحافظة مأرب تمكنت إثره من إسقاط كل تحصينات الميليشيات التي فرت عناصرها إلى عقبة ملعا وسيطرت على بلدات جراذا والحد وغيرها. 

وهو التحرك الذي عده مراقبون "خطوة عسكرية نحو الشمال، هدفها فتح الضغط الحوثي الخانق عن محافظة مأرب المحاذية لشبوة، والانطلاق نحو استعادة عدد من مديرياتها التي سبق وسقطت بيد الميليشيات خلال الأسابيع الماضية". 

وفي ردة فعل منها، باشرت الميليشيات بشن قصف صاروخي مكثف استهدف الأحياء السكنية في منطقة جراذا ومستشفى العطير الخيري ومنازل المدنيين، عقب انسحابها على وقع ضربات القوات المهاجمة وفقاً لسكان محليين. 

زمام السيطرة 

ومع تولي قوات العمالقة مهمة تحرير محافظة شبوة من قبضة الميليشيات الحوثية التي سيطرت عليها الأخيرة في سبتمبر (أيلول) الماضي، شهد مسرح العمليات العسكرية تحولات نوعية غيّرت مجرى السيطرة الميدانية على نحو سريع ومفاجئ.

وكانت "العمالقة" أطلقت من صحراء رملة السبعين عملياتها قبل عشرة أيام، صوب مركز مديرية عسيلان التي تحررت ضمن المرحلة الأولى وخلال وقت قياسي، فيما تبعتها بتحرير مدينة العليا، ثانية كبرى مدن محافظة شبوة وحاضرة مديرية بيحان، وأهم معقل للميليشيات الحوثية في المنطقة كونها تحاذي محافظة البيضاء. 

وهي السيطرة التي تنبئ عن تغيرات كبرى تجري في زمام المعارك العسكرية التي تخوضها الشرعية اليمنية ومعها التحالف العربي الداعم لها ضد الجماعة المدعومة من إيران، التي وصفها محافظ شبوة المعين بـ"النصر الكبير"، فيما لزمت الميليشيات الصمت، ولم يصدر عنها تعليق بعد التطورات الميدانية الأخيرة.

من جانبه، أكد محافظ شبوة، عوض العولقي، "أن دعم التحالف العربي كان الركيزة الأساسية في تحرير المحافظة جنوب البلاد".

الميليشيات تتعثر في الرمال

وعلى مدى الأيام الماضية، لم تتوقف أرتال مقاتلي الحوثي من الزحف على امتداد الطريق الرابط بين محافظتي البيضاء وشبوة، على الرغم من القصف الجوي المركّز الذي لم يتوقف، مستهدفاً تحركات مقاتلي الميليشيات، وهو ما يفسر الأهمية الاستراتيجية التي تحتلها معركة صحراء شرق اليمن التي تنام فوق بحار من الثروات النفطية، بعد أن عاودت الميليشيات الحوثية السيطرة عليها في سبتمبر الماضي، التي سبق أن خسرتها في ديسمبر (كانون الأول) 2017، وشكلت عودتها انتكاسة عسكرية فادحة التكلفة للشرعية اليمنية، أتاحت لمسلحي الجماعة المتشددة الاتجاه غرباً ثم التمدد شمالاً نحو مأرب، ليتمكنوا إثر ذلك من التهام أربع مديريات في المحافظة النفطية، وهي العبدية وحريب والجوبة وجبل مراد، وهو ما ينذر بسقوط محافظة "الملكة بلقيس" أهم المعاقل العسكرية والسياسية والاقتصادية للحكومة الشرعية المعترف بها دولياً.


اندبندنت عربي