الجمعة - 13 مايو 2022 - الساعة 12:12 ص بتوقيت اليمن ،،،
عدن/ مدى برس/ خاص:
في اليمن اخذت قضية أغتيال الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة التي اغتيلت برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، منحى مختلف بفعل فتاوى رجال دين محسوبين على حزب الاصلاح الذراع المحلي لجماعة الأخوان المسلمين بعد ان منعت الترحم عليها بدعوى انها غير مسلمة، على الرغم من احتلال القضية عناوين أبرز الصحف العالمية وسط إدانات واسعة للحادث، حيث وصفت أبو عاقلة بـ“صوت فلسطين“ الذي اغتيل بدم بارد وتسبب بصدمة للعالم أجمع.
- فتاوى متطرفة
في هذا السياق بادر رجل الدين، عبدالله العديني، عضو البرلمان اليمني عن حزب الاصلاح في محافظة تعز اليمنية، باصدار فتوى للرد على المترحمين على "ابوعاقلة" ، قائلا: "لايجوز الترحم على من كفر بالإسلام، وذكرنا عشرات الادلة من الأيات القرانية والاحاديث النبوية ولكن الذين لا يعظمون شرع الله ينسى الله ورسوله ومواقف الرسول وينسى فريضة الولاء والبراء ويذهب يطلب ادلة بعيدة".
وتابع العديني مخاطباً من ترحموا على الصحفية ابوعاقلة، "ياهؤلاء نبي الله يوسف عندما اقترب موعد الرحيل قال توفني مسلما والحقني بالصالحين
وللاسف نحن نواجه جيلا يجهل الإسلام عقيدة وعبادة وشريعة".
كما اصدر الشيخ عارف الصبري عضو البرلمان عن حزب الإصلاح، فتوى اخرى كان مضمونها "بسم الله، الدعاء لمن مات كافرا بالرحمة خيانة لله ولرسوله وللمؤمنين وللخلق أجمعين وطعن في عدل الله ورحمته وحكمته البالغة"، وقام بتذييل الفتوى تحت اسم الشيخ عارف الصبري عضو هيئة علماء اليمن وعضو مجلس النواب".
- سخط يمني واسع
وقد تسببت هذه الفتاوى المتطرفة بجدل يمني واسع واتهامات للشيوخ السابقين، بمحاولة تمييع القضايا الانسانية، والنظر اليها من منظور ضيق ومتطرف، متجاهلا التضامن الانساني.
في هذا السياق جاء الرد على هذا التطرف من قبل الناشطة السياسية وعضو حزب الاصلاح، الفت الدبعي، التي قالت انه "على حزب الإصلاح أن يكفر عن ذنبه ويحقق عدالة انتقالية للشعب اليمني ومصالحة وطنية بالوقوف ضد التكفيريين وإضعاف دورهم في المجتمع ومساندة بناء دولة".
وتابعت أرد على هذه الفتاوى واقول : "ترحموا على كل انسان يموت سواء كان مسلما أو غير مسلم حتى تشعروا بعظمة الإنسانية في داخلكم التي كرمها الله".
واضافت "أما الفتاوي التي لا تعرف حقيقة الله فرموها إلى مزبلة التاريخ فما هي إلا هوى الجاهلين والمستبدين باسم الدين".
- حزب الاصلاح أمام اختبار صعب
وقالت الناشطة الدبعي انه "يبقى السؤال لحزب التجمع اليمني للإصلاح ما هو موقفكم من هذا الذي يمثلكم في البرلمان اليمني !؟".
وتسائلات "هل يستحق مثل هذا الشخص الذي يستخدم التكفير أن تعلنوا فصله من الحزب أو تحديد عقوبة عليه أو شن حملة سياسية ضده كما تتقنون شن حملات على المخالفين عليكم سياسيا أم ستكتفون بالقول هذا رائه ولا يمثل الحزب وبالتالي تكشفون أنكم كحزب داعم رئيسي لانتشار هذه الأفكار بسبب صمتكم وعدم مساعدة الدولة في التخلص من أفكار التطرف والتكفير والإرهاب في هذا البلد".
واشارت إلى انه "على حزب الإصلاح أن يدرك أنه كما كان أحد المشجعين يوما ما لأمثال هؤلاء المتطرفين ودعمهم للوصول للبرلمان كممثلين عن الشعب فعليه الان أن يكفر عن ذنبه هذا ويتوب إلى الله ويساهم في تحقيق عدالة انتقالية ومصالحة للشعب اليمني والذهاب لدعم دولة تحفظ الحقوق والحريات وتصون كرامة الإنسان ونقطة البداية في مساعدة الدولة في إضعاف هؤلاء وانهاء دورهم وتأثيرهم في بلد الحكمة والايمان".