عربي ودولي

السبت - 21 مايو 2022 - الساعة 07:30 م بتوقيت اليمن ،،،

مدى برس/ وكالات:


رأت مجلة ”ناشيونال إنترست“ الأمريكية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيخرج من الحرب في أوكرانيا منتصرًا إذا ما رضخ الغرب لتهديداته النووية.

واعتبرت المجلة في تقرير، نشرته أمس الجمعة، أن ”الابتزاز النووي“ الذي يمارسه بوتين يعني أن العالم أصبح أقل أمانًا، وأن هناك ضرورة ملحة لتدمير جزء كبير من السلاح النووي.

وأشارت المجلة في تقريرها إلى أن رد الفعل على غزو عام 2014 لشبه جزيرة القرم، سواء كان الأداء الضعيف للجيش الأوكراني أو رد الغرب الضعيف، أعطى بوتين درسًا بأن يتوقع نتائج مماثلة في غزوه الأخير لأوكرانيا.

البحث عن تفسيرات

وأوضحت أنه عندما فشل الغزو الروسي بشكل مذهل، بدأ الكرملين في البحث عن تفسيرات، مع تزايد تواتر تحذير الحكومات الأخرى للبقاء خارج الصراع.

ولفتت إلى أن ذلك يشير إلى ”سياسة ناشئة“ من الكرملين بأن يعزو النجاح العسكري لأوكرانيا ليس إلى العزيمة البطولية للشعب الأوكراني، بل إلى المساعدة العسكرية التي تتلقاها أوكرانيا من الدول الغربية.

وقالت المجلة: ”هذا يضع روسيا على طريق خطير.. فبدلًا من الاعتراف بالاستخفاف بالشعب الأوكراني والجيش، والمبالغة في تقدير الكفاءة العسكرية الروسية، اختار بوتين وأتباعه إلقاء اللوم على الجهات الأجنبية.. إن إلقاء اللوم على الخارج هو خيار واضح ينبع من عدم الرغبة في الاعتراف بشرعية أوكرانيا أو انحلال القوة الروسية.. إن هذا خيار محفوف بالمخاطر بشكل فريد بسبب تداعياته الخطيرة“.

الأسلحة النووية

وأشارت المجلة إلى أنه حتى الآن، اختارت موسكو التهديدات، بما في ذلك استخدام الأسلحة النووية، على أمل تخويف الآخرين، لكن هذه ”التهديدات أصبحت أكثر تحديدًا ويمكن أن تؤدي في النهاية إلى التفكير في أن الأمر يتطلب أكثر من التهديدات لتحقيق النتيجة المرجوة والمخيفة، أي استخدام سلاح نووي لإثبات وجهة نظر“.

وأعربت عن اعتقادها بأن محاولة تقليل فرصة استخدام سلاح نووي في أوكرانيا يمكن أن تؤدي بهذه الطريقة إلى زيادة كبيرة في إمكانية إطلاق مثل تلك التهديدات أو حتى استخدام سلاح نووي في المستقبل، سواء في أوكرانيا أو في أي مكان آخر، معتبرة أن ”التظاهر بأن الناتو مسؤول بطريقة ما عن خيار روسيا الخطير لن يحمي العالم من العواقب“.

رفض الابتزاز

وقالت المجلة في تقريرها: ”يجب على الحكومات الغربية رفض الابتزاز النووي، وتجديد الضغط من أجل إنهاء الأعمال العدائية على أساس القانون الدولي.. يجب أن يكون جزء من النهج هو الانفتاح على مبادرات جديدة للحد من التسلح، إلى جانب زيادة التركيز على ضمانات الأمن، أي أن الأسلحة النووية لن تستخدم ضد دولة غير نووية“.

وختمت بالقول: ”يجب أن يكون واضحًا أن أي مظهر للانتصار الروسي، حتى لو كان المقصود منه مجرد حفظ ماء الوجه، يمكن اعتباره إقرارًا بالابتزاز النووي، وضربة قاتلة لجهود حظر الانتشار النووي العالمية.. لا ينبغي أن يكون الدرس المستفاد هو أن التهديدات النووية هي سياسة قابلة للتطبيق، ولكن الدرس هو أن العالم سيكون أكثر أمانًا بوجود عدد أقل من الأسلحة النووية“.