صحافة

السبت - 21 مايو 2022 - الساعة 11:40 م بتوقيت اليمن ،،،

مدى برس/ العرب:


حذّر مسؤول حكومي يمني من "كارثة حقيقية" تعيشها مدينة تعز (جنوب غرب) جراء حصارها المستمر من جماعة الحوثي منذ سبع سنوات، معتبرا أن الهدنة السارية بالبلاد "لبّت مصالح الحوثيين".

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها رئيس الفريق الحكومي الخاص بالتفاوض لفتح طرقات مدينة تعز عبدالكريم شيبان لوكالة "الأناضول"، ونشرتها السبت، غداة تسمية الجماعة المدعومة من إيران أعضاء فريقها المعني بفتح الطرقات، بموجب الهدنة الإنسانية التي أعلنتها الأمم المتحدة بداية أبريل الماضي.

وقال شيبان إن "تعز تدفع ثمن رفضها لمشروع جماعة الحوثي (..) الحوثيون ينتقمون منها أشد انتقام ويمنعون عنها المياه والكهرباء والإغاثة".

وفي منتصف أبريل الماضي أعلنت الحكومة اليمنية أنها سمّت فريقها الخاص للاجتماع مع الحوثيين من أجل الاتفاق على فتح طرقات محافظة تعز (جنوب غرب)، وفق الهدنة الأممية التي بدأ سريانها مطلع الشهر نفسه.

وقبل تعيينه رئيسا للفريق الحكومي المشكل مؤخرا، كان شيبان يرأس لجنة التهدئة المشكلة من الحكومة في 2016، المخولة بالتفاوض مع "الحوثي" لوقف إطلاق النار وفتح منافذ وطرقات تعز.

واستغرب شيبان فتح ميناء الحديدة وتشغيل مطار صنعاء الدولي (خاضعان للحوثيين) قبل فتح منافذ مدينة تعز، معتبرا أن تلك الخطوات دفعت الجماعة إلى المزيد من التعنت حيال تعز بعد تلبية مطالبها من الهدنة الأممية.

وقال "إننا نتفهم الحاجة الإنسانية لفتح مطار صنعاء، لكن لسنا مسؤولين عن هذه المأساة التي يتحمل مسؤوليتها الحوثيون باعتبارهم الطرف المتسبب في الصراع المستمر".

وأضاف شيبان "كان من المفترض أن يتم تنفيذ عناصر الهدنة الأممية بشكل متزامن، كي لا يكون هناك مجال لأحد للتهرب من تنفيذ التزاماته، لكن ما حدث هو العكس (..) تمت فقط تلبية مطالب الحوثيين في وقت يستمرون فيه بفرض الحصار على تعز".


وفي الأول من أبريل الفائت، أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ عن موافقة أطراف الصراع على هدنة لمدة شهرين قابلة للتمديد، بدأت في اليوم التالي، مع ترحيب سابق من التحالف العربي.

وإضافة إلى تسيير رحلات جوية تجارية لمطار صنعاء، وتسهيل دخول سفن المشتقات النفطية إلى موانئ الحديدة، تنص الهدنة على اجتماع الأطراف برعاية الأمم المتحدة "للاتفاق على فتح طرق في تعز وغيرها من المحافظات، لتيسير حركة المدنيين من رجال ونساء وتنقلاتهم".

وفي حين نفذت البنود المتعلقة بالمطار والميناء، وتوقفت العمليات القتالية بشكل شبه كلي، إلا أن البند المتعلق بطرقات تعز ظل متعثرا، بسبب امتناع الحوثيين عن تسمية ممثليهم للتفاوض بهذا الشأن، وفقا لاتهامات الحكومة اليمنية، وتصريحات أدلى بها المبعوث الأممي عقب جلسة مجلس الأمن الأسبوع الفائت.

وقال شيبان إن أولى الجهود المبذولة لفتح طرقات تعز بدأت في أبريل 2016، بتوقيع اتفاق ظهران الجنوب (في السعودية) مع جماعة الحوثي، والقاضي بفتح الطرقات تحت إشراف الأمم المتحدة والمملكة العربية السعودية.

وأشار إلى أن "الجماعة لم تلتزم بتنفيذ هذا الاتفاق، رغم أننا بذلنا جهودا كبيرة في التواصل مع الأمم المتحدة ومبعوثها لليمن آنذاك (إسماعيل ولد الشيخ) للضغط عليها للتنفيذ".

وكشف شيبان أن قرار رفع الحصار عن تعز مرتبط رأسا بزعيم الحوثيين (عبدالملك الحوثي)، مشيرا إلى أن باقي مسؤولي الجماعة "لا يمتلكون القرار أو القدرة على تنفيذ التزاماتهم".

وأعرب شيبان عن أسفه لـ"عدم وجود أي تفاعل دولي مع جريمة حصار تعز، رغم تداعياته القاسية على مئات الآلاف من المدنيين".

وتابع "على مدار الأعوام الماضية وجدنا صعوبات في فتح قنوات تواصل مباشرة مع مبعوثي الأمم المتحدة، كي نوضح لهم الأبعاد الخطيرة لاستمرار إغلاق طرقات تعز ومنافذها".

وأوضح شيبان أن "خلال هذه المدة تمت فقط بعض اللقاءات مع عدد من موظفي الأمم المتحدة وممثلين عن مبعوثيها في البلاد".

وأشار إلى أن "هذه اللقاءات لم تكن تخرج بأي نتائج (..) كانوا يبلغوننا بأنهم سينقلون مقترحاتنا إلى الحوثيين، لكننا لا نتلقى أي رد منهم بعد ذلك".

واعتبر أن "التراخي الأممي والدولي سبب رئيسي لعدم حلحلة هذا الملف الإنساني، وبقاء الأوضاع كما هي عليه".

وأكد شيبان أن "الإغلاق المستمر لمنافذ تعز من قبل الحوثيين ألقى بظلاله الكارثية على حياة مئات الآلاف من المدنيين".

وأوضح أن "هذا الإغلاق تسبب في معاناة كبيرة ومشقة شديدة للمواطنين في تنقلاتهم والحصول على احتياجاتهم، إضافة إلى انعدام الخدمات وارتفاع الأسعار وفقدان كثيرين لوظائفهم بسبب صعوبات التنقل"، وأكد أن "تعز مع الحصار أصبحت أشبه بقرية لا تتمتع بأي مقومات للحياة".

ومساء الجمعة، أعلنت جماعة الحوثي أسماء فريقها المفاوض، بعد أكثر من شهر ونصف الشهر على المماطلة بشأن الخطوة التي تأتي ضمن الهدنة الإنسانية التي تنتهي بعد تسعة أيام.

ونقلت وسائل إعلام يمنية عن مصدر حكومي، لم تسمه، قوله إن ممثلي الحوثيين هم: يحي الرزامي، حسين ضيف، محمد محمد المحطوري، شكري مهيوب وعبده نعمان.

ويرأس الفريق الحكومي المعني بطرقات تعز النائب عبدالكريم شيبان، وعضوية كل من محمد المحمودي وعبدالعزيز المجيدي.

وكان المبعوث الأممي هانس غروندبرغ أكد في تصريحات صحافية عقب اجتماع مجلس الأمن الأربعاء الماضي، التزامه بعقد اجتماع ثنائي حول فتح الطرق في تعز ومحافظات أخرى، وقال إن "الحكومة قد حددت مسؤولين للتواصل من جهتها لحضور اجتماع ترعاه الأمم المتحدة حسب بنود الهدنة".

وأضاف "ننوي تنظيم اجتماع في عمّان، الأردن، في أقرب وقت ممكن فور تعيين الحوثيين لممثليهم".

وتتهم الأمم المتحدة ومنظمات دولية وحقوقية والحكومة اليمنية جماعة الحوثي بفرض حصار على مدينة تعز، مركز المحافظة التي تحمل الاسم ذاته، منذ اندلاع النزاع مطلع عام 2015، ما تسبب في أزمات متداخلة في المدينة المزدحمة بالسكان والخاضعة للحكومة الشرعية جنوب غربي اليمن.