صحافة

الثلاثاء - 09 أغسطس 2022 - الساعة 02:21 ص بتوقيت اليمن ،،،

مدى برس/ متابعات:


شهدت محافظة شبوة مواجهات مسلحة بين ألوية العمالقة وقوات دفاع شبوة من جهة، وألوية عسكرية محسوبة على حزب الإصلاح الإخواني، تشن تمردا في المحافظة الغنية بالنفط والغاز والواقعة جنوب اليمن.

وأدت الاشتباكات خلال الساعات الماضية إلى وقوع قتلى وجرحى في صفوف الجانبين، وسط مخاوف من اتساع رقعة المواجهات مع إقدام حزب الإصلاح على حشد المزيد من القوات من محافظتي أبين ومأرب.

وتقول أوساط سياسية يمنية إن ما يجري في محافظة شبوة يأتي في سياق قرار يقضي بإنهاء الوجود الإخواني، الذي أضر كثيرا بالمحافظة الجنوبية، محذرة في الآن ذاته من أن حزب الإصلاح لن يسلم بسهولة بخسارة هذه المحافظة، وهو يعتبر المعركة الجارية حاليا معركة مصيرية بالنسبة لوجوده في الجنوب.

وتتمركز القوات المحسوبة على حزب الإصلاح في الجنوب في محافظات شبوة وأبين وحضرموت، ويعتبر الحزب أن خسارة شبوة سيعرض وجوده في باقي المحافظات إلى التهديد، وبالتالي فإن المعركة الحالية تشكل اختبارا قويا بالنسبة له.

وتوضح الأوساط أن أهمية معركة شبوة بالنسبة للإخوان لا تنحصر فقط في الحفاظ على وجودهم العسكري والأمني في الجنوب، بل ترتبط أيضا بوضعهم السياسي الذي تعرض للتحجيم منذ تسلم مجلس القيادة الرئاسي لمهام الرئيس السابق عبدربه منصور هادي في أبريل الماضي.

وترى قيادة الحزب أن نجاحهم في المعركة الجارية حاليا في شبوة من شأنه أن يفسح لهم المجال لفرض شروطهم على الأطراف المقابلة، خصوصا في ما يتعلق بالتعيينات، في المقابل فإن الخسارة ستنجر عنها تبعات خطيرة ليس فقط أمنيا، بل وأيضا سياسيا.

وأدت المواجهات المسلحة إلى عقد المجلس الرئاسي الاثنين اجتماعا طارئا، برئاسة رشاد العليمي، وبحضور أعضاء المجلس عيدروس الزبيدي، وعبدالرحمن المحرمي، وعبدالله العليمي، وعثمان مجلي، لبحث الوضع في شبوة.

وأكد الاجتماع على اتخاذ إجراءات عاجلة لتطبيع الأوضاع، وإعادة السكينة العامة لمدينة عتق وباقي أنحاء المحافظة، ومحاسبة المتسببين في الأحداث المؤسفة.

واستمع المجلس إلى إحاطات الأجهزة المعنية حول التطورات وخلفياتها، والجهود الجارية لاحتوائها. ووفقا لوكالة الأنباء اليمنية “سبأ”، فإن المجلس اتخذ بشأن هذه الأحداث عددا من القرارات لإنهاء أسباب التوترات، وضمان عدم تكرارها مستقبلا، دون أن يجري الإفصاح عن طبيعة هذه القرارات.

وحذّر المجلس من تبعات مثل هذه الأحداث المؤسفة على الجبهة الداخلية، ووحدة الصف في معركة استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب الحوثي، وأشار المجلس إلى تداعيات هذه الأحداث الاقتصادية والإنسانية وزيادة معاناة المواطنين.

ويأتي تفجر الوضع في شبوة على خلفية جملة من القرارات اتخذها المحافظ عوض الوزير العولقي، وتقضي بإقالة العميد عبدربه لعكب، قائد قوات الأمن الخاصة، وقائد معسكر القوات الخاصة أحمد محمد حبيب درعان، ومنع ناصر الشريف، مدير مكتب القائد المقال، من دخول معسكر القوات الخاصة، وعدم التعامل معه إطلاقا.

وجاء قرار العولقي على إثر تعمد الضباط المفصولين المحسوبين على حزب الإصلاح، منع نائب مدير عام شرطة المحافظة المكلف بمهمة قائد قوات الأمن الخاص العميد أحمد ناصر لحول، من الدخول إلى المعسكر، وهو ما “يعتبر إعلان التمرد العسكري على قيادة المحافظة، وتمردا على قرارات اللجنة الأمنية”.

وأوضحت الأوساط اليمنية أن تحرك القوات المحسوبة على الإخوان ما كان ليجري لولا حصولهم على ضوء أخضر من وزير الداخلية المحسوب على الإصلاح إبراهيم حدان.

‏وكان حدان وجه رسالة إلى محافظ شبوة قال فيها إن قرار إقالة عدد من القيادات التي تتبع وزارة الداخلية، يفتقد للمستند ويعد تجاوزا للصلاحيات، ويعتبر غير قانوني وقرارا ملغيا. ويعد حدان من ضمن الوزراء الذين يجري نقاش داخل مجلس القيادة الرئاسي لتغييرهم، لكن الإشكال يكمن في عدم وجود اتفاق حول البديل.

واعتبرت الأوساط أن الموقف الذي أعلن عنه حدان نابع من قناعته بقرب رحيله عن حكومة معين عبدالملك، وهو يسعى إلى استغلال الحيز الزمني الضيق لخلط الأوراق في سياق تنفيذ أجندة الإصلاح.

وترى الأوساط أن ما أقدم عليه الأخير سيسرع على ما يبدو في إقالته، مشددة على أن هناك توافقا داخل المجلس الرئاسي على ضرورة وضع حد للوجود العسكري للإخوان في شبوة، وهو ما يقابل بدعم شعبي في المحافظة.

وشدد الكاتب والمحلل السياسي البارز صالح علي الدويل باراس في تغريدة له على تويتر “على ضرورة الاصطفاف خلف محافظ شبوة لمواجهة التمرد الإخواني”.

وقال باراس إن “الإخوان سيهزمون وأن شبوة تلفظ الإرهاب والتطرف وميليشياته”، مشيرا إلى أن معركة شبوة آخر أوراق الجماعة في الجنوب. وأضاف أن ما يحصل اليوم “معركة هوية ووطن، فشبوة رمانة الميزان للجنوب كله، وهذا سر تعاظم إمساكهم بها”.

واعتبر الصحافي والمحلل السياسي الجنوبي ياسر اليافعي أن “الإخوان لا يتعلمون من أخطائهم القاتلة، يكررونها وبغباء وسيدفعون الثمن”. ومضى قائلا “شبوة لن تكون إلا بيد رجالها الصادقين، وزمن الوصاية الإخوانية عليها ولّى إلى غير رجعة”.

وأشار إلى أن مشكلة قائد القوات الخاصة المقال أنه بالون تم نفخه من قبل إعلام الإخوان أثناء أحداث أغسطس 2019، وفي الحقيقة هو مجرد أداة يستخدمها الإخوان للعبث بشبوة وثرواتها وحتى يستمر تدخلهم في شؤون هذه المحافظة.

وأضاف “ظروف أغسطس 2019 تختلف عن أغسطس 2022.. واللعبة انتهت في شبوة وقريبا في وادي حضرموت، يكفي ثلاثون سنة من العبث”.

وشدد اليافعي على أن التأخر في إقالة وزير الداخلية الإخواني هو سبب تمادي الإخوان في شبوة وتمردهم على قرار المحافظ، أعتقد آن الأوان لإقالته وإعادة الأمور إلى نصابها في شبوة وغيرها.

ويرى مراقبون أن ما يحصل في شبوة هو عملية جس نبض بين القوى المتصارعة على النفوذ في المحافظة، مشيرين إلى أن المواجهة الأخيرة ليست سوى جولة من جولات قادمة.