السبت - 15 أكتوبر 2022 - الساعة 12:54 ص بتوقيت اليمن ،،،
مدى برس/ هشام الشبيلي:
تعرض قرابة 19 طفلاً من مصابي سرطان الدم في صنعاء التي تخضع لسيطرة ميليشيات الحوثي للتسمم جراء جرعات علاج فاسدة.
وقالت مصادر طبية لـ"اندبندنت عربية"، إن أكثر من 12 مريضاً من إجمالي المرضى توفوا نتيجة الحقن غير الصالحة التي استخدمت معهم في مستشفى الكويت بالعاصمة اليمنية.
وأضافت المصادر، أن عشرات الأطفال المصابين بسرطان الدم تم حقنهم بأدوية منتهية ومهربة في مستشفى الكويت الجامعي، نقلوا على أثرها إلى قسم العناية المشددة في عدد من المشافي توفي منهم 12 طفلاً، فيما لا يزال البعض في تلك المشافي وبحالة حرجة.واعرفت ميليشيات الحوثي بالحادثة، إن الأطفال تتراوح أعمارهم بين 2 إلى 15 سنة، 10 منهم توفوا فيما ظل واحد في حالة حرجة، وثمانية يعانون من مضاعفات خفيفة.
تشتيت الكارثة
وقال أقرباء بعض الأطفال الضحايا لـ"اندبندنت عربية" فضلوا عدم ذكر أسمائهم، إنه بعد حقن أطفالهم بجرعات منتهية ومهربة "ساءت حالة الأطفال الصحية، فيما عملت السلطات الصحية الخاضعة لسلطة الحوثيين على توزيع الأطفال على جميع المشافي التي تخضع لسلطتها، بهدف تفريق الآباء وعدم لفت الرأي العام".
واطلعت "اندبندنت عربية" على تصاريح خروج بعض الأطفال من المشافي بعد وفاتهم.
وقالت الميليشيات إن عبوات الأدوية المستخدمة بها تلوث بكتيري.
الطفل إسماعيل أحد الضحايا
الطفل إسماعيل محمد صالح الخولاني "12عاماً" من محافظة إب، وسط اليمن، أحد الضحايا الأطفال الذين فارقوا الحياة بعد أن أخذ جرعة في الـ24 من سبتمبر (أيلول) الماضي، بعد سنوات من تضحية أسرته بكامل ما لديها مقابل علاجه.
يقول والد الطفل إسماعيل لـ"اندبندنت عربية"، إن طفله الذي يعاني مرض سرطان الدم، كان "يتلقى العلاج في مستشفى الكويت منذ خمس سنوات وقد تماثل للشفاء وكانت حالته الصحية جيدة مكنته من العودة إلى المدرسة، وإنه تبقى له جرعة استكمالية واحدة فقط بحسب ما قاله الأطباء المشرفون على حالته".
وأضاف "في الـ24 من الشهر الماضي وصل إلى العاصمة صنعاء بهدف عمل الجرعة الاستكمالية لطفله، إلا أن المضاعفات كانت على غير العادة، فأثناء طريقنا للعودة للبيت أصيب الطفل بصداع وغثيان شديدين على غير العادة، تواصلنا مع الطبيبة المعالجة وأخبرتها بالمضاعفات، لكنها ردت قد تكون بسبب الجرعة وسجلت له مهدئات وعلاجاً، ولكن حالته كانت تسوء يوماً بعد يوم، وبعد ثلاثة أيام من تناول الجرعة العلاجية للطفل اتصلت الطبيبة. وقالت لنا أرجعوا الطفل إلى المستشفى في صنعاء على وجه السرعة بينما نحن في محافظة إب، لتفاجئنا أن الجرعة التي أخذها ولدي منتهية".
لكن المشكلة كانت قد تفاقمت بعد أن تواصلوا بأولياء أمور الأطفال الذين كانوا قد غادروا المستشفى بعد حقنهم بتلك الجرعات المنتهية يومي 24 و25 من الشهر الماضي.
ويواصل والد الطفل إسماعيل حديثه، وصلنا المستشفى بينما الطفل كان قد دخل في غيبوبة، وفور وصولنا أخذوه إلى العناية المركزة، وبعدها تم تحويله مع عدد من الأطفال إلى مستشفيات مختلفة ومتفرقة، تفادياً لرد فعل أولياء الأمور، بحسب تفسيره.
تنصل من الكارثة
ويوضح والد إسماعيل "في الـ28 من الشهر الماضي توفي طفلي إسماعيل في مستشفى فلسطين للأمومة بالعاصمة، وأصدروا لنا تصريح خروج مريض على الرغم من وفاة الطفل، ولم يكن تصريح خروج جثة في محاولة للالتواء على الوفاة وعدم الاعتراف بها، حتى لا يتحملوا التداعيات القانونية عن الوفاة وأسبابها، ولم يتخذوا أي إجراء ولم يصدروا تقريراً بسبب الوفاة، مما اضطررنا لأخذ الجثة ودفنها من دون أي اعتراف أو الحصول على تقرير عن حالة الوفاة أو حتى شهادة وفاة".
ويؤكد والد الطفل، الآن بعد أن بدأ الإعلام ينشر عن هذه الكارثة أنه تم التواصل مع الآباء من قبل مدير مكتب وزير الصحة في سلطة الميليشيات كل على حدة. وقال "لا ترفعوا قضية، القضية قضيتنا وسنحاسب المسؤولين، أنتم اذهبوا إلى بيوتكم من دون أن تثيروا القضية ونحن نقوم بالواجب".
مطالبات بالتحقيق
المنظمة اليمنية لمكافحة الاتجار بالبشر، اتهمت سلطات الحوثيين في صنعاء بالتستر على الجريمة ومنع نشر أي معلومات عنها، مطالبة المنظمات الدولية بالنزول الميداني إلى مستشفى الكويت وإجراء تحقيق مستقل حول الجريمة، وإحالة المتورطين للقضاء ومحاكمتهم.
وفي ظل صمت الحوثيين على الحادثة، أصدرت الهيئة العليا للأدوية تعميماً بعد مرور أيام على الحادثة، ينص على منع استخدام الصنف methotrexate التابع لشركة Celon الهندية وهو الدواء المنتهي الذي تسبب في كارثة مركز اللوكيميا بمستشفى الكويت.
من جانبها قالت نقابة "ملاك الصيدليات"، إنها على علم بكارثة موت أطفال مصابين بالسرطان.
واستغربت النقابة عدم شروع سلطة الميليشيات في صنعاء ممثلة في النيابة المتخصصة والنائب العام في التحقيقات.
وقالت النقابة، إن الملف لم يحل للنيابة بحكم أنها قضية مهنية، وهذا صحيح ما لم يكن هناك جريمة أو جناية، لكن بوفاة الأطفال أصبح المجلس التأديبي الصحي غير كاف، لذا لا بد من تحويل الملف للنائب العام ليوجه بالبدء بالتحقيقات.
المصدر: اندبندنت عربي