السبت - 22 أكتوبر 2022 - الساعة 07:40 م بتوقيت اليمن ،،،
مدى برس/ العرب:
يكشف الهجوم الحوثي على موانئ تصدير النفط، عن فتحهم جبهة جديدة تركز على المال والأنشطة الاقتصادية، بهدف دفع الحكومة إلى الإفلاس والانهيار الاقتصادي، كمقدمة لاستئناف هجمات فاشلة للسيطرة على المحافظات المحررة خاصة المحافظات النفطية الثلاث مأرب شبوة حضرموت.
وتبنّت جماعة الحوثي مساء الجمعة هجوما جديدا غير مسبوق على ميناء نفطي في محافظة حضرموت (شرق اليمن)، وفي الوقت الذي توعدت الحكومة اليمنية بأن كافة الخيارات مفتوحة للرد على الهجوم الإرهابي الحوثي، طالب المجلس الانتقالي الجنوبي المجتمع الدولي بإدراج الجماعة المدعومة من إيران ضمن "قائمة التنظيمات الإرهابية".
وقالت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا إن قواتها اعترضت طائرات مسيرة مسلحة أطلقها مقاتلو الحوثي على ميناء الضبة النفطي في محافظة حضرموت بجنوب البلاد بينما كانت ناقلة نفط تستعد للرسو.
وحذرت الحكومة في بيان من أن "كل الخيارات مفتوحة للتعامل مع الهجوم الإرهابي"، فيما اعتبر وزير الإعلام معمر الإرياني أن العملية "تصعيد خطير".
من جهته، قال محافظ محافظة حضرموت مبارك مبخوت في بيان إنّ طائرتين مسيرتين مفخّختين انفجرتا في المياه بالقرب من سفينة كانت تستعد لأن ترسو في الميناء الواقع في جنوب اليمن على بعد نحو 550 كلم جنوب العاصمة.
وأفاد مسؤول عسكري في الحكومة بأنه "لم تسجّل أضرار مادية أو بشرية".
من جانبها، قالت وزارة النفط "إن الشركة استأجرت سفينة نقل أخرى تدعى "نيسوس كيا" لكن الميليشيات الحوثية هاجمتها اليوم (الجمعة) بعد دخولها إلى الميناء، واضطرت السفينة إلى الابتعاد مسافة 12 ميلا."
وكشفت الوزارة – في بيان - عن هجومين حوثيين على سفينتين أخريين في موانئ شبوة ليلتي الثامن عشر والتاسع عشر من أكتوبر الجاري، ولم تفسر الهجمات عن خسائر بشرية. وقالت "إن الحوثي هاجم سفينتي "هانا" و"التاج بات بليو ووتر" اللتين كانتا راسيتين في موانئ شبوة".
ومن جانبه، طالب المجلس الانتقالي الجنوبي المشارك في الحكومة اليمنية، الجمعة، المجتمع الدولي بإدراج جماعة الحوثي ضمن "قائمة التنظيمات الإرهابية واتخاذ ما يلزم للجمها وردعها.
وقال المجلس الانتقالي في بيان صادر عن ناطقه الرسمي علي الكثيري "تتمادى ميليشيات الحوثي الإرهابية في عدوانها بالطائرات المسيرة على المنشآت النفطية، حيث استهدفت ليلتي 18 و19 أكتوبر) ميناء النشيمة بمحافظة شبوة، وها هي الجمعة تستهدف ميناء الضبة لتصدير النفط بمحافظة حضرموت بطائرتين مسيرتين".
وأضاف البيان أن "الهجمات الحوثية تهدد المنشآت النفطية والملاحة البحرية في البحر العربي".
وقال إن" الإدانة لم تعد كافية لهذا النزق والبغي الإرهابي الحوثي الذي لم يعد معه الحديث عن تمديد الهدنة مقبولاً".
وتابع" لذلك فإننا نحتفظ بحقنا في الرد على هذا الصلف وما يوازيه من تصعيد عدواني حوثي في جبهات المواجهة بالضالع ويافع وكرش جنوبي البلاد ".
والواقعة هي ثاني تصعيد كبير منذ أن فشل الحوثيون المتحالفون مع إيران والحكومة المدعومة من السعودية في وقت سابق من الشهر الحالي في تمديد الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة وسط خلافات بشأن دفع رواتب موظفي القطاع العام في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.
وبحسب بيانات حكومية، وأممية ودولية فإن الحوثيين عرقلوا تمديد الهدنة في اللحظات الأخيرة من مفاوضات التمديد بمطالب "متطرفة" لا يمكن الاستجابة لها.
وقال الحوثيون الذين يسيطرون على العاصمة ومناطق شاسعة في شمال اليمن في بيان إنّهم نفذوا "ضربةً تحذيريةً بسيطة" على ميناء الضبة الخاضع لسيطرة الحكومة في محافظة حضرموت لمنعها من "نهب النفط الخام".
وأضاف البيان أن الهجوم أتى "منعاً لاستمرارِ عملياتِ النهبِ الواسعةِ للثروةِ النفطيةِ وعدمِ تخصيصِها لخدمةِ أبناءِ الشعبِ في ما يخصُ مرتباتِ موظفيهِ"، في إشارة الى مطالبتهم بالحصول على حصة من مبيعات النفط اليمني لصالح موظفيهم.
وفي ذات سياق التحذيرات الحوثية، قالت اللجنة الاقتصادية الحوثية في بيان "أن أي عمليات تصدير للنفط الخام قد أصبحت في نطاق الحظر، الذي يجب أخذه بجدية مُطْلقة من قبل أي جهات أو كيانات أو دول".
ويرى الباحث والمحلل علي الذهب "أن هجمات جماعة الحوثي، بالطائرات المسيرة، على محطة تصدير النفط في الضبة، بحضرموت، تدفع جهود السلام نحو حافة الخطر، إضافة إلى ما يطرحه من شروط تعجيزية لتمديد الهدنة".
وأشار "أن إقرار الحوثي باستهداف السفن التجارية، يحمله عواقب خرق القانون الدولي الانساني، والاتفاقيات المتضمنة للأمن والسلامة البحرية، مثل اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار- 1982، واتفاقية قمع الأعمال غير المشروعة الموجهة ضد سلامة السفن، ويتوقف هذا على الإرادة الدولية وحكومة اليمن".
من جانبه، قال الكاتب المستشار عبدالملك المخلافي "أن بقاء الحوثي مسيطر على العاصمة صنعاء تهديد دائم للأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة وللسلام الدولي وأمن الملاحة الدولية"، لافتا أن "نهاية الحوثي بداية السلام والاستقرار".
وأضاف عبر حسابه على تويتر "على المجتمع الدولي أن يدرك أن السلام ليس خيار الحوثي، وإن الميليشيات الإيرانية تهديد دائم للسلام والحياة الإنسانية والاستقرار في اليمن والمنطقة".
وقال إن "اتفاق أستوكهولم كان بداية التنازلات ومع أن الحوثي كان المستفيد من الاتفاق الذي أبقى الحديدة تحت قبضته وأوقف تحريرها وقد كانت القوات داخل المدينة فإنه لم يلتزم بما عليه من التزامات بموجب الاتفاق وهذا أغراه بالمزيد".
وتساءل المخلافي هل حان الوقت للشرعية والتحالف والمجتمع الدولي لتصحيح الخطأ؟.
من جانبه، أطلع وزير الخارجية اليمني عوض بن مبارك، كلا من مبعوث الولايات المتحدة الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ، والمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة هانز غروندبيرغ، عن تداعيات الهجمات الإرهابية الحوثية، في اتصالين منفصلين، وفق ما نقلت وكالة "سبأ" الرسمية.
وأثار الهجوم الحوثي على موانئ تصدير النفط والغاز غضباً في وسائل التواصل الاجتماعي، من استمرار التراخي مع ابتزاز الحوثيين للحكومة اليمنية بالهجمات الإرهابية خدمة للأجندة الإيرانية واستغلالا للتنازلات المستمرة التي تقدم له خلال السنوات الماضية.
ودعا ناشطون وسياسيون لإنهاء الهدنة واستغلال بدء الحوثيين بخرقها وتهديد الملاحة الدولية، وقال الكاتب السياسي عبدالله إسماعيل "أن العملية الارهابية الحوثية تحرر مجلس القيادة الرئاسي من أي ضغوط مارسها ويمارسها المبعوث الأممي والأميركي، وينسف مبررات الهدنة بعد أن قدم المجلس كل التنازلات".
وأضاف عبر حسابه على تويتر "على المجلس أن يقوم بواجبه واستحقاقه في تحريك الجبهات واختيار الحرب طريقا وحيدا واجباريا لتحقيق السلام"، لافتا "أن مجلس الرئاسة والتحالف قدموا أكثر مما ينبغي لإثبات موقفهم من عملية السلام المخادعة في اليمن".
وقال "مجلس القيادة الرئاسي أمام اختبار حقيقي في تحمل مسؤولية استكمال المعركة او الرضوخ المهين"، مشيرا أنه "لا خيار نحو أي جماعة ارهابية الا هزيمتها وقطع دابر ارهابها، كل الخيارات الهزيلة الأخرى تشجيع الارهاب الحوثي".