صحافة

الجمعة - 17 مارس 2023 - الساعة 09:55 ص بتوقيت اليمن ،،،

عدن/ مدى برس/ العرب:


قال مسؤولون أميركيون وسعوديون إن إيران وافقت على وقف شحنات الأسلحة السرية إلى حلفائها الحوثيين في اليمن، كجزء من الاتفاق السعودي الإيراني بوساطة الصين الأسبوع الماضي، في خطوة قد تضخ زخماً جديداً في الجهود الرامية إلى إنهاء واحدة من أطول الحروب الأهلية في المنطقة، وفق ما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، اليوم الخميس.

ولسنوات، دعمت المملكة العربية السعودية وإيران أطرافا متعارضة في الصراع اليمني، مما أدى إلى تأجيج حرب كان لها عواقب إنسانية وخيمة وامتدت إلى ما وراء حدود البلاد حيث شنت قوات الحوثي هجمات صاروخية وطائرات مسيرة على المملكة العربية السعودية.

وأكد المسؤولون أنه إذا أوقفت إيران تسليح الحوثيين، فقد يدفع هذا الأمر الجماعة المسلّحة إلى الوصول إلى اتفاق يؤدي لإنهاء الحرب في اليمن.

ورفض متحدث باسم البعثة الإيرانية إلى الأمم المتحدة التعليق عند سؤاله عما إذا كانت إيران ستعلّق شحنات الأسلحة، فيما تنفي طهران علانية تزويد الحوثيين بالأسلحة، رغم تعقّب مفتشي الأمم المتحدة مرارا شحنات أسلحة مصادرة تعود لإيران، وفق الصحيفة.

وبعد إعلان السعودية وإيران عن اتفاق إعادة العلاقات الدبلوماسية، قال مسؤولون في كلا البلدين إن إيران ستضغط على الحوثيين لإنهاء الهجمات على السعودية، وفق ما نقلته وول ستريت جورنال.

ونقلت الصحيفة الأميركية عن مسؤول سعودي، قوله إن المملكة تتوقع أن تحترم إيران حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة والذي يهدف إلى منع وصول الأسلحة إلى الحوثيين.

ووفق الصحيفة، فإن قطع إمدادات الأسلحة يمكن أن يؤدي إلى صعوبة استهداف الحوثيين للمملكة والاستيلاء على المزيد من الأراضي في اليمن.

وقال مسؤولون أميركيون وسعوديون إنهم يريدون معرفة ما إذا كانت إيران ستتمسك بتنفيذ البنود الخاصة بها بينما تمضي طهران والرياض في الخطط المحددة لإعادة فتح سفارتيهما في غضون شهرين.

وقال مسؤول أميركي إن الاتفاق على استئناف العلاقات السعودية الإيرانية "يعطي دفعة لاحتمال التوصل إلى صفقة (يمنية) في المستقبل القريب".

وحدّد الاتفاق بين السعودية وإيران مهلة شهرين لاستئناف العلاقات الدبلوماسية رسميا بعد سبع سنوات من القطيعة. كما تضمّن تعهدا لكل جانب باحترام سيادة الطرف الآخر وعدم التدخل في "الشؤون الداخلية".

واعتبر مسؤول أميركي أن نهج إيران تجاه الصراع في اليمن سيكون "نوعًا من الاختبار الحقيقي" لنجاح الاتفاق لإعادة العلاقات الدبلوماسية مع السعودية.

وسافر هانز غروندبرغ مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن، إلى طهران في وقت سابق من هذا الأسبوع لمناقشة دور إيران في إنهاء الحرب، ثم توجه إلى الرياض.

كما التقى تيم ليندركينغ، المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن، بمسؤولين سعوديين في الرياض الأربعاء، للقيام بمحاولة أخرى لتنشيط محادثات السلام المتوقفة.

وقال المسؤولون إن الأولوية القصوى هي تأمين اتفاق لتمديد وقف إطلاق النار الذي استمر في اليمن منذ ما يقرب من عام.

وانتهت الهدنة الرسمية في أكتوبر، لكن الفصائل المتناحرة استمرت في احترام الشروط إلى حد كبير، مع انخفاض حاد في الضربات الجوية التي يشنها التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن وهجمات الحوثيين عبر الحدود.

ويهدف دبلوماسيون للتوصل إلى اتفاق جديد بشأن تمديد وقف إطلاق النار قبل بداية شهر رمضان الأسبوع المقبل، على الرغم من أن المسؤولين الأميركيين قالوا إن الوفاء بهذا الموعد النهائي مهمة شاقة.

وتعثرت منذ شهور جهود إحياء الهدنة الرسمية وبدء المحادثات السياسية الهادفة إلى إنهاء الحرب.

وفي لقائه مع غروندبرغ هذا الأسبوع، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان لدبلوماسي الأمم المتحدة أن طهران مستعدة لبذل المزيد للمساعدة في إنهاء الصراع في اليمن.

إذا ترسخت، يمكن للصفقة الدبلوماسية التي توسطت فيها بكين أن تعيد تشكيل الديناميكيات الإقليمية من خلال منح الصين نفوذًا دبلوماسيا أكبر في الخليج العربي، وتقليص النفوذ الأميركي، وتقويض الجهود العالمية لعزل إيران، وتهدئة جهود إسرائيل لتطوير سياسة مفتوحة، وعلاقات مع الدول الإسلامية في جميع أنحاء العالم. وفقا للصحيفة الأميركية.

وعقب سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء وعدة محافظات نهاية العام 2014، وازدادت حدة النزاع منذ مارس 2015، بعد تدخل تحالف عسكري عربي لإسناد قوات الحكومة الشرعية في مواجهة جماعة الحوثي المدعومة من إيران.

واتهمت الولايات المتحدة والسعودية طهران بتسليح الحوثيين بصواريخ وطائرات مسيرة متطورة استخدمها المتشددون لاستهداف صناعة النفط في المملكة وأكبر مدنها.

كما اتهمت واشنطن طهران باستخدام الهدوء الأخير في القتال لمحاولة إرسال المزيد من الأسلحة إلى الحوثيين في انتهاك لحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة، وهو ما نفته طهران.