عربي ودولي

السبت - 06 مايو 2023 - الساعة 06:53 م بتوقيت اليمن ،،،

عدن/ مدى برس/ وكالات:


في أكبر احتفال رسمي تشهده بريطانيا منذ 70 عاماً، وفي عرض يتسم بالأبهة والفخامة، تُوّج تشارلز الثالث ملكاً لبريطانيا اليوم السبت في كنيسة وستمنستر خلال مراسم دينية مهيبة تعود إلى ألف عام وأمام حوالى 2300 مدعو.

ووضع رئيس أساقفة كانتربري جاستن ويلبي التاج على رأس الملك تشارلز الثالث. ودوت طلقات نارية احتفالية عند برج لندن وفي أنحاء العاصمة وفي منطقة جبل طارق وإقليم برمودا على متن سفن في البحر. وخلال مراسم التتويج بالكنيسة، وبعد سماع دوي نفير تقليدي، جرى ترديد عبارات "حفظ الله الملك تشارلز. عاش الملك تشارلز. ليحيا الملك إلى الأبد".

وخلال المراسم التاريخية على مدى ساعتين، والتي تعود إلى عهد وليام الفاتح عام 1066، جرى أيضاً تتويج كاميلا زوجة تشارلز الثانية ملكةً للبلاد.

وعلى رغم أن المراسم تضرب بجذورها في التاريخ، فإن القائمين عليها حاولوا تقديم صورة لنظام ملكي وأمة يتطلعان إلى المستقبل.

وقال رئيس الوزراء ريشي سوناك، "لا يمكن لأي دولة أخرى أن تقدم مثل هذا العرض المبهر، المواكب والاحتفالات والمهرجانات في الشوارع. إنه تعبير عن الفخر بتاريخنا وثقافتنا وتقاليدنا. دليل حي على الطابع الحديث لبلدنا وطقوس نعتز بها تولد من رحمها حقبة جديدة".

مراسم أصغر

وعلى رغم حماسة سوناك، فإن التتويج جاء وسط أزمة غلاء وتشكيك شعبي في دور الملكية وأهميتها خصوصاً في أوساط الشبان.



وجرت المراسم على نطاق أصغر من تلك التي أقيمت لتتويج الملكة الراحلة إليزابيث في عام 1953، لكنها كانت مبهرة إذ ضمت مجموعة من الرموز التاريخية من كرات ذهبية وسيوف مرصعة بالجواهر إلى صولجان يحمل أكبر قطعة ألماس مقطوعة وعديمة اللون في العالم.

وتولى تشارلز حكم بريطانيا خلفاً لوالدته الملكة إليزابيث عقب وفاتها في سبتمبر (أيلول)، وأصبح في سن الـ74 أكبر ملك بريطاني يضع على رأسه ذلك التاج ويجلس على كرسي العرش الذي يعود إلى القرن الرابع عشر في كنيسة وستمنستر.

وبعد انتهاء مراسم تتويجهما، غادر تشارلز وكاميلا اللذان يبلغان من العمر 75 عاماً، كنيسة وستمنستر على العربة الملكية الذهبية التي يعود تاريخها إلى 260 عاماً وتجرها ثمانية خيول مع تحركها على طريق يمتد لمسافة 1.4 ميل وصولاً إلى قصر بكنغهام في موكب يعرف باسم موكب التتويج بمشاركة نحو أربعة آلاف جندي من 39 دولة.

واصطف المئات من الجنود بزيهم القرمزي وقبعاتهم السوداء العالية على امتداد طريق "ذا مول"، وهو الشارع الواسع المؤدي إلى قصر بكنغهام، حيث احتشد عشرات الآلاف لمتابعة الحدث متجاهلين المطر الخفيف.

التتويج

داخل الكنيسة التي تزينت بالورود والأعلام، جلس ساسة وممثلون عن دول الكومنولث إلى جانب عاملين في الجمعيات الخيرية ومشاهير من بينهم الممثلات إيما تومسون وماغي سميث وجودي دنش والمغنية الأميركية كاتي بيري.

وبدت الجدية على وجه الملك وهو يؤدي اليمين ليحكم بالعدل ويدعم كنيسة إنجلترا التي يتولى منصب رئيسها الفخري قبل الجزء الأكثر قداسة من المراسم، عندما مسح رئيس أساقفة كانتربري على يديه ورأسه وصدره بالزيت المقدس الذي تمت مباركته في القدس.

وبعد تقديم رموز ملكية لتشارلز، وضع ويلبي تاج سانت إدوارد على رأسه وسط صياح الحضور "حفظ الله الملك".

ومن بين المراسم التي شهدتها الكنيسة، أداء نشيد "الكاهن الصادق" لهاندل كما جرت العادة في كل حفل تتويج منذ عام 1727. ولكن كانت هناك عناصر جديدة، مثل نشيد من تأليف أندرو لويد ويبر المشهور بعروضه في مسارح "وست إند" و"برودواي" بالإضافة إلى جوقة إنجيلية. وأقيم قداس وألقى زعماء دينيون تحية "غير مسبوقة" في النهاية.


هاري وأندرو

وتولى حفيد تشارلز الأمير جورج وأحفاد كاميلا دور الوصفاء.

ولم يكن هناك دور رسمي لنجل تشارلز الأصغر الأمير هاري بعد خلافه الكبير والعلني مع العائلة الملكية، ولا لشقيقه الأمير أندرو الذي أُجبر على ترك الواجبات الملكية بسبب صداقته مع الممول الأميركي الراحل جيفري إبستين الذي أدين بارتكاب جرائم جنسية.

وجلس هاري وأندرو في الصف الثالث خلف أعضاء آخرين فاعلين من العائلة الملكية، ولم يخرجا إلى شرفة قصر باكنغهام مع الملك والملكة وباقي أفراد العائلة الملكية لمشاهدة العرض الجوية بعد انتهاء المراسم.

وحضر هاري مراسم تتويج والده بمفرده من دون زوجته ميغان ماركل التي بقيت في الولايات المتحدة.

وسبب الأحوال الجوية السيئة والطقس الماطر، تم تقليص العرض الجوي الذي أقيم فوق قصر باكنغهام.

وانتشر أكثر من 11 ألف شرطي لإخماد أي محاولة لعرقلة المراسم، وقالت مجموعة "ريبابليك" المناهضة للملكية والتي نظمت احتجاجاً في لندن تزامناً مع التتويج، إن الشرطة اعتقلت زعيمها غراهام سميث مع خمسة متظاهرين آخرين.

وستستمر الاحتفالات غداً الأحد بإقامة حفلات في الشوارع على مستوى البلاد وحفل موسيقي في منزل الملك بقلعة وندسور.