ملفات وتقارير

الأحد - 30 يوليه 2023 - الساعة 10:24 م بتوقيت اليمن ،،،

مدى برس/ خاص/ معين صالح:


قواعد اللعبة في حالتي السلم والحرب معروفة، بينما تكون هي أشد و أصعب في حالة " اللاسلم واللاحرب". وكذلك هو وضع القادة الذين ينبرون لتصدر المهام في كل مرحلة من هذه المراحل، إلا انهم يختلفون تمام الاختلاف في القدرات والطاقات وسرعة الإنتقال من مرحلة إلى المرحلة التي تليها وفي كيفية إبتكار الوسائل والبرامج والاهداف التي يتطلبها حاضر ومستقبل كل مرحلة من تلك المراحل.

وإن كانت المتطلبات المادية والمعنوية لكل من حالتي السلم والحرب باتت معروفة وتكاد تكون ثابته وغير متغيرة في معظم الأحوال، إلا أننا نجدها متغيرة وغير ثابته فيما نسميه بحالة " اللاسلم واللاحرب " فهذه لها شروطها ورجالها الذين لابد لهم حتى يتمكنوا من إنجاز المهام الملقاة على عاتقهم من توفر قيادة تنتمي إليهم أولاً،وتشاركهم همومهم وتطلعاتهم، وتمتلك القدرة على الأخذ بزمام المبادرة في مختلف الظروف، ومواجهة التحديات بكل إقتدار ورباطة جأش، إلى جانب مايستلزمه كل ذلك من إمتلاك هذا النوع من القيادات لملكات ذهنية متقدة ، ودوافع تكون أسمى وانبل، لأجل ردم الفجوات و تجاوز الخلافات و الإختلافات، والعوائق التي قدتبدو في بداية الأمر بأنها موهنة ومثبطة وغير قابلة للذوبان والإنصهار. مع اهمية إمتلاك هذا النوع من القادة لكم أكبر من الإصرار والعزيمة ورباطة جأش تختلف تمام الإختلاف عن غيرهم في مرحلتي السلم والحرب وكلٌ على حده.

فأن تعيش البلدان حالات السلم فهذا يعني أن تقوم بحشد في معظم الأحيان كافة إمكانياتها وطاقاتها ورجالاتها نحو البناء والتنمية والمستقبل المنشود.

وكذلك الحال في حالة الحرب فإنها تحرص كل الحرص على تسخير اغلب جهودها وخططها وسياساتها نحو مواجهة جحيم الحرب ومتطلباتها، وبالتالي يمكن لنا انا نتخيل الواقع الذي يمكن ان تفرضه حالة اللاسلم واللاحرب على من يعيشها من أفراد او دول وحكومات، ومايتطلبه ذلك من جهود ومعالجات وإيجاد مبادارات، وإمتلاك قدرات، وخلق أساليب جديدة في الادارة والتخطيط والتعبئة والتحشيد في كل جبهة من جبهات السلم والحرب ومايتطلبه كل ذلك من إمكانات بشرية ومادية مرهقة وكلفة إلى حدٍ كبير.

وبنظرة فاحصة ومنصفة على المشهد في بلادنا ومن خلال الواقع الذي تم فرضه وتسبب بها الحوثيون على ابناء اليمن، والتي افضت إلى ان تدخل البلد عنق الزجاجة وتعيش مرحلة " اللاسلم واللاحرب " يبرز أمامنا إسم القائد طارق محمد عبدالله صالح رئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية كنموذج جمع بين كل تلكم المزايا التي يجب ان تمتلكها القيادات في مرحلة "اللاسلم واللاحرب " وهذا مايشهد له الواقع والميدان وليس نحن.

وبادئاً فإنه يمكننا إستلهام ذلك من خلال مضامين كلمتيه التي القاهما خلال اللقائين الذين عقدهما خلال الايام الماضية مع كل من قادة الالوية التهامية اعضاء المكتب السياسي،ومع السلطة المحلية وقيادات الاحزاب والتنظيمات السياسية بتعز، والتي بين خلالهما اهمية العمل مع كافة الشركاء ضد مليشيات الحوثي عسكرياً وسياسياً وإقتصادياً وإجتماعياً، ومنوهاً ايضا بمتطلبات وأولويات المرحلة القادمة والني في مقدمتها لملة الصفوف وتجاوز خلافات الماضي وفتح المجال لإستيعاب كافة ابناء الوطن عامة وتعز وسهل تهامة خاصة، والتفرغ للبناء مع عدم غض الطرف عن محاولات الاستفزازات المتكررة التي تقوم بها المليشيات الحوثية تجاه أبناء الوطن كافة وعلى مختلف الاصعدة و الجبهات والتي من بينها تلك المحاولات و الإستعراضات التي يحاول من خلالها ايهام أتباعه بأنه مايزال يمتلك زمام المبادرة والقدرة على مواصلة الحرب، فيما هو في حقيقة الامر قد باء بالفشل الذريع وخسر في كل الحالات والمراحل سواءاً في السلم او في الحرب ولم يكن يسعفه حينها غير تلك المتغيرات على الصعيدين الاقليمي والدولي.

إن إفتتاح مطار المخا والعمل الحثيث والمتواصل لإستكمال البنية التحتية لها، والتواصل المستمر مع ابناء تهامة، واللقاءات مع قياداتها ودعوتهم لوحدة الصف لمواجهة اعداء العقيدة والوطن، ولأجل السعي نحو حشد الطاقات وبذل الجهود لتعويض ابناء تهامة عن سنوات مرت بهم وهم يشكون من التهميش و الحرمان، وإفتتاح الطرقات والعمل الجاد نحو تزويد مدينة تعز بإمدادات المياة والكهرباء لهو لعمري المشروع الاهم والاكثر إستراتيجية،والذي كان ومايزال يمثل حلماً طال إنتظاره من قبل أبناء محافظة تعز، ليمثل كل ذلك عناوين بارزة ومؤشرات تبدو واضحةً للعيان ان لدى هذا الرجل الكثير والكثير ممايمكنه ان يقدمه لابناء تهامة والساحل الغربي عموماً، وان اجندته مازالت مليئة بكل مايمكن ان ينتشل وضع محافظة تعز لتمثل النموذج الابرز في التعايش والإدارة ودعم السلطة المحلية لتحقيق التنمية المنشودة في المحافظة التي تمثل البوابة الرئيسية لتحرير و وتطهير الوطن من رجس الكهنوت الحمروشي البغيض.

لقد باتت الثقة أكبر بقائد من هذا النوع إستطاع بفكره وبقدراته وعزيمته. ان يقود-ومايزال - هذه المعركة وبإقتدار كامل على جبهتين و في نفس الوقت، فيما هما تختلفان كامل الإختلاف من حيث الوسائل والأدوات، وإستطاع أن يصنع لمن حوله هذه المكانه المتقدمة على صعيد المعركة الوطنية، وإيجاد المعالجات الطارئة والملائمة وذلك في ظل ظروف وواقع قلما نجد له نظير في أي بقعة أخرى من العالم، كما. وجدناه يعمل بكل طاقته وعلى مختلف الاصعدة والجبهات وفي مختلف الظروف.

كل ذلك لأجل إعادة البناء وحشد المجتمع بكل اطيافه - والذي مازال يعاني من التباينات التي خلفتها المراحل السياسية السابقة - نحو خوض تحديات مرحلة السلم وصناعة المستقبل، والإنطلاق صوب آفاق أرحب ومستقبل اجمل لوطن اثخنته الجراح، واستنزفته عوامل الفرقه بين أبنائه، ومايزال يواجه مخاطر جمة تسببت بها جماعة تزعم بأنها تنتسب إليه فيما هي في حقيقة الأمر مازالت تحمل على عاتقها امر إستهداف مستقبل هذه الارض وعقيدة الإنسان الذي يعيش على هذه البقعة من العالم منذ الاف السنين.

وحسبنا اننا نرى بأم أعيننا قائداً ميدانياً ينطلق في رؤيته وفقاً لإسترايجية ذات شقين وتتداعى بقوة مع متطلبات السلم وتحديات المواجهة والحرب في حالة ماتطلب الأمر ذلك.