مقالات


الأحد - 26 ديسمبر 2021 - الساعة 11:21 م

الكاتب: ألفت الدبعي - ارشيف الكاتب



ثلاث خطب جمعة لثلاثة خطباء في مساجد تعز كلها تحريض عليا وعلى مسؤدة الدستور الهدف منها فقط إرهابي ⁦وتحذير الناس أن ذلك يخالف الاسلام ( طبعا يقصدون الاسلام الذي يفهمونه بوعيهم الزائف وأنه جاء ضد الحقوق والحريات والجمال وقيم الخير )

إلى متى سيظل هذا العبث في مساجد تعز قائما أمام سكوت مطبق من قبل مدير مكتب الأوقاف في تعز وقيادات الاحزاب السياسية وخاصة حزب الإصلاح الذي يتحمل المسؤولية الاولى في مواجهة هذا العبث داخل تعز وعدم مساعدة السلطة المحلية لإنهاء الإرهاب الفكري وتزييف الوعي الذي تمارسه المساجد في تعز .

يعتقد البعض أن ما يقوله الخطباء هو رأي يعبرون به عن رؤيتهم كما نعبر نحن عن رؤيتنا التي من حق أي أحد أن يقبل بها أو يرفضها ويناقشها كجدل فكري وهذه مغالطة لان هؤلاء يستخدمون المقدس الديني والإرهاب الفكري كونهم خطباء ومرجعيات دينية كل من يسمع لهم يرى في حديثهم مسلمات غير قابله للنقاش ،وأول ما يفكرون به هو كيف يتقربون إلى الله بنا ولا يدركون أنهم ابعد ما يكونون عن الله وهم يقدمون الدين بما ينفر الناس منه .

لاقيمة لأي تحرير في تعز أو لثورة هدفها قيام دولة القانون اذا لم ترفع الاصوات عاليا بضرورة توجه جاد من الدولة لإصلاح تغيير كامل في إدارة المساجد وربط كل قضايا الوعظ والخطب داخل المساجد بالمضامين الدينية التي تدعم مشروع الدولة التنموي ما غير ذلك كل ما تعمله الدولة هو السكوت عن جيل جديد يتربى على يد هؤلاء المتطرفين الذين يقدمون انفسهم أوصياء على الله .

وبينما تعتقد بعض القيادات السياسية أننا نشغل أنفسنا بمعارك جانبية لاقيمة لها أمام معركتنا الأساسية لا يدركون أن شوارع تعز واليمن كلها ينمو فيها جيل جديد على يد امثال هؤلاء الوعاظ والخطباء معبأين بقيم التطرف والإرهاب الفكري والوعي السطحي لمفاهيم الدين .

أصبح من الضروري أن تكون هناك وقفه جادة لإصلاح المساجد عبر خطة شاملة تتبناها وزارة الأوقاف ومكاتبها في المحافظات وإعادة تأهيل وتدريب الخطباء والوعاظ بشكل إلزامي على قيم حقوق الإنسان والحقوق والحريات وبما يساهم في إعادة تشكيل الوعي الديني وفق قيم الإسلام السمحة التي تمثل قيم الخير والعدالة والإنسانية والجمال وربط المفاهيم الإيمانية بما يخدم دولة النظام والقانون وليس بما يعيد إنتاج الماضي وتفخيخ المستقبل من جديد