مقالات


السبت - 04 يونيو 2022 - الساعة 06:09 م

الكاتب: أسامة الشرمي - ارشيف الكاتب



هذا المقال لا يجب عليك قراءته... ففي بلادنا يمد أي كاتب او شاعر يده للكتابه وهي ترتعش ، ويحسب للحرف الف حساب ، حساب الاهل والدين والاصدقاء والاحزاب وصاحب البقالة حتى يفقد الفكرة بالكامل ويفقد شخصيته وحتى الموضوع الذي اراد الكتابة عنه!
هذه حقيقه للاسف
فكل شي قد يفهم غلط بسبب تعدد القيود على المثقف ، ثم نتسائل لماذا يتراجع الابداع في بلادنا ؟.

بالمقابل خلال العقود الماضية احتفضت الحركة الثقافية العربية بكثير من الانفتاح ، من خلال تجارب الطيور المهاجرة الى قارة اوروبا ، الذين تمتعوا بهامش واسع من الحرية بعيداً عن التكفير والارهاب ووالتنمر الغير موضوعي ، كان كتاب المهجر يكتبون إما لأنفسهم أو لدور النشر دون قيد.
لكن هذا الانتاج على انفتاحه لم يكن بالضرورة ابداعاً ، فشروط الابداع اكثر من مجرد الحرية .

وفي زمن اللايكات والتعليقات والهاشتاج خسرت اقلام المهجر حريتها ، و سحبت من فضاء التحرر والاغتراب إلى نفس القيود المعنوية التي فرت منها ، وسقطت على منخارها من جديد بين الإرهاب الاجتماعي الذي حلقت بعيداً عنه ، وتم سفع ناصيتها عبر ادوات العصر .

وبعدما كانت منصات التواصل إطلالة امنة نحو الوطن ووسيلة اتصال امنه بين المثقف وقومه ، تحولت هي الاخرى وسيلة لقمع المبدعين بعدما حشر اليها القطيع ! ، والقطيع هم اشخاص عاديون بثقافتهم وبراءتهم يحمل كل واحد منهم "شنبلة" يضرب بها كل ما يخالف ما تربى عليه ، هو ذلك المجتمع الذي هرب المثقف منه إلى اللجوء ، وهو ذلك القطيع الذي هرب المثقفون منه الى مواقع التواصل الافتراضي.

وفي ظل هذه المتلازمة ، هروب المثقف ولحاق المجتمع به ، ستستمر المأساة ، ولا عاصم لك من غضب الجمهور الذي لم يجد من يقوده إلا المتطرفين ، ستستمر الملاحقة حتى يتذكر المثقفون رسالتهم ويتصدوا لها بشجاعة ، وهي تحرير مجتمعاتهم من سيطرة الجهل والتطرف الارهاب والزندقة والإفك.
وبدون هذه المواجهة فلا قيمة للعمل الابداعي وتحرره وفرادته .

تبقى مأساة اخرى تتمثل في محاربة المبدعين لبعضهم البعض ، وهذه مشكلة بسيطة جداً بل أنها ممتعة إذا تم ضبطها أخلاقياً او نقابياً أو قانونياً ، في ذلك الحين ستساهم هذه الظاهرة في تقوية شخصية الإبداعية انتزاع اجمل ما لديهم واتحاف المهتمين دائماً بالجديد .