مقالات


الإثنين - 01 أغسطس 2022 - الساعة 10:54 م

الكاتب: أسامة الشرمي - ارشيف الكاتب



تبقت أيام فقط لانتهاء الهدنة الانسانية بحسب اعلان الأمم المتحدة ، ولأنها انسانية وتزامنت مع شهر رمضان استبشر اليمنيون خيراً ، كيف لا ، وهي التي كان يفترض بها وقف القتال ، وفك الحصار عن تعز ، وفتح الطرقات في باقي المناطق اليمنية التي تسيطر عليها المليشات مع اهلهم في المناطق المحررة ، وكان يفترض بالتوازي مع الهدنة ان يتم اطلاق سراح الأسرى والمخفيين في معتقلات الحوثي ، كل الأسرى والمخفيين ، هكذا تم الاتفاق مع المبعوث الأممي ، و ان يتم خلالها -أي الهدنة- دفع مرتبات موظفي القطاع العام من عائدات بيع المشتقات النفطية وكل هذا بالتزامن مع شهر رمضان المبارك.

وبعد أربعة أشهر حصلت المليشيات بموجب هذه الهدنة على جوائز ضخمة مغرية لا تستحقها ، أكبرها كان وقف الاعمال القتالية وتفرقها لترتيب بيتها الداخلي الذي زعزعته الحرب ، بالاضافه الى فتح ميناء الحديدة والسماح بدخول ناقلات المشتقات النفطية التي وردت لخزينتها ما يزيد عن المليارات ، وفتح مطار صنعاء أمام الطيران المدني ، وقبول وثائق السفر الصادرة عن الحوثيين من قبل الحكومة الشرعية ، كل هذه الجوائز ستجنيها ميليشيا الحوثي ولم ولن تنفذ اي من التزاماتها.

التزامات الاطراف

الطرف الأول/ تم فتح ميناء الحديدة، تم إدخال ناقلات النفط لمناطق سيطرة الحوثيين، تم وقف طلعات الطيران الحربي التابع للتحالف العربي، تم فتح مطار صنعاء ، تم اعتماد الجوازات الصادره من جماعة الحوثي ، كل هذه الأمور تم تنفيذها ، وهي الجزء المتعلق بالحكومة الشرعية ، والمجتمع الدولي يراقب!.

الطرف الثاني/ ماذا نفذت جماعة الحوثي؟ ، لم تدفع مرتبات الموظفين ، لم تطلق سراح الأسرى والمخفيين ، لم تتوقف عن إطلاق الصواريخ البالستية باتجاه المناطق المحررة، لم تتوقف عن عمليه الحشد العسكري باتجاه مأرب تحديداً ، لم تقوم بفك الحصار عن تعز ، لم تقوم بفتح الطرقات الرئيسيه في باقي المناطق اليمنية ، لم تقم جماعه الحوثي بأياً من التزاماتها.

مخاوف العالم/

إذاً لماذا يسعى المجتمع الدولي لتجديد هذه الهدنة مع الحوثيين ، وهذه الجماعة لم تنفذ الجانب الذي عليها؟ ، ما هي الطريقة التي يجب أن نتعامل فيها مع الضغوط الدولية ؟، وكيف نرد على تنصل وخروقات الحوثي؟ ، وما هو الموقف من الهدنة أساساً ؟ ، كيف نجيب على هذه الاسئلة مع الأخذ في الإعتبار، مخاوف حلفاؤنا ، ومصالح المجتمع الدولي التي يتوسلها من ايران ، والصراع حول الطاقه ، ومستحدات روسيا و اوكرانيا ، كل هذه الأمور لابد من أخذها بالحسبان ، ملفات لا تخص اليمنيين ولا شأن لليمني بها ، ولكنها تؤثر علينا بطريقة مباشرة.


البديل/
ومن زاوية أخرى للنظر ، إذا افترضنا رفض الشرعية تجديد الهدنة ، هل العمليات العسكريه كفيلة بتحرير المناطق التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي ، هل لدينا استراتيجية غير التي كانت في المرحله الماضية ، فـ إستراتيجية المراوحة ، استراتيجية الكر والفر ، استراتيجية الدفاع ، لم تعد مجدية ، لابد من تجديد طريقة التفكير والتخطيط لـ عملية عسكرية شاملة ، تحرر جميع المناطق التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي ، وينهي مخاوف الجيران والعالم من دور الحوثيين المحتمل في الصراع الدولي مع إيران.

التحديات/
إن ميليشيا الحوثي التي تجيد الرقص على اختلاف اليمنيين ، لا يمكنها الصمود أمام عملية عسكرية واسعة مدعومة ، يقودها الاخوة في مجلس القيادة الرئاسي ، ويدعمها الاشقاء في التحالف العربي ، ويساندها المجتمع الدولي، هذا السيناريو أكبر من إمكانيات الحوثي ، بل أكبر من امكانيات إيران بكلها. وعلى هذا الأساس فالتفكير يجب أن يستوعب ما لدينا من إمكانيات ، وألا ينحصر في نقاط الضعف.

تنبية هام : إن وجود مليشيا الحوثي في هذه المنطقة من العالم حتى وإن اعلنا معها هدنة ، فانها بمجرد تلقيها الأوامر من إيران ستقوم بتنفيذ ما يملى عليها كمليشيا مرتزقة تابعة لنظام الملالي ، بلا جدال ، وإذا فكر المجتمع الدولي بأن مليشيا الحوثي تفكر بغير هذه الطريقه فهو لا يعرف الحوثيين.

خاتمة : لا حل مع الحوثي إلا بانتزاعه من جذوره ، وتخليص اليمن من سيطرته ، واستعادة الدوله اليمنية لنفوذها على كامل التراب اليمني خدمةً للمصلحة الوطنية ، ولمصالح العالم أجمع.