مقالات


السبت - 18 يناير 2020 - الساعة 07:10 م

الكاتب: خالد سلمان - ارشيف الكاتب


تتحدث
عن تديين السياسة، وتسييس الدين، تتحدث عن الإصلاح والأحزاب الدينية، وكيفية إنزال المقدس من عليائه، لتدنيسه بحيل ومناورات السياسة،

تتحدث
عن تنظيف المساجد من اوكار القتل، وحلقات البارود الموجه، إلى تعبئة رؤوس صغار، واطفال دروس الكره والموت، في زوايا دور العبادة.

تتحدث
عن أن الله لنا جميعاً، الله مشتركنا غير القابل، للمفاصلة والاقتسام، هو واحد والأحزاب شيعاً وزمراً وقبائل،

تتحدث
عن أن من يستغل الدين لتبرير القتل، هو مجرم حد الكفر بالله، والدين وكل المقدسات،

تتحدث
عن كل ذلك، فتجد من يكفرك، يسميك كافراً لأنك اقتربت من وكر الذئاب، وعش دبابير القتل، وخوض الحروب باسم وبتفويض من الرب.

انت لا تتحدث عن المسجد، أنت تتحدث مع وليس ضد المسجد، مع أن يكون ساحة خالصة لله، لا ينازعه أحد من أرباب السياسة.

جرك إلى مربع التكفير، هو لحرف مسار اهتمام الناس، وهو فعل مدروس، يندرج ضمن مناورة خلط الأوراق، وحشرك في زاويتهم، زاوية القتل وهدر الدم.

إنه ذكاء غبي أو غباء ذكي لافرق.

**

“أنت تتحدث بلسان الطرف المهزوم”..

لم يتحرر الإصلاح، من لغة الاستعلاء والاستقواء بالسلاح والغلبة، وعقلية الصواب المسجل بالشهر العقاري، ولوح السماء المحفوظ باسمه..

لم يتعاط الإصلاح يوماً أن في هذه البلاد كتلاً بشرية هي أكبر منهم قوة وعتاداً وعدداً، لم يقر يوماً بالشراكة وأن الوطن للجميع، والحكم للتوافق، والبندقية ربما تصنع نصراً، ولكنها لا تصنع سلاماً دائماً قابلاً للحياة.

نعم نحن الطرف المهزوم، بقوة العنف والإرهاب الديني، والنفسي والبدني، ولكنها هزيمة تنضج بقوة العقل والتنوير والمعرفة، نصرها القادم المستدام.

نحن الشعب الذي بمدنيته سيصنع غابة حرائق لبنادقكم، ويحدث المناقلة، نحن إلى الغد المشرق، وأنتم إلى قرون أمسكم الدامي الوحشي الكئيب.

أنتم تنتصرون بحساب اللحظة، ونحن نهزمكم بحسابات المستقبل، نهزم مشاريعكم الظلامية الكهنوتية المتخلفة، وإلى الآبد.

دائماً جماعة الإسلام السياسي، تحب الهروب إلى الأمام، من مواجهة الاستحقاقات، والبشاعات والانتهاكات، التي ستفجر من حولهم حمم ثورة، تنظيف واقتلاع، دائماً كلما عرضت عليهم مشكلاً، فروا خفافاً إلى المربع صفر، باتجاه لبانة وعلكة:
لا بأس في الانتهاك، يحدث ذلك في عدن؟!!!

**

لا يا صديقي،
الإسلام ليس في المسجد ومقرات الأحزاب،
المسجد لله، والحزب لجميع منتسبيه.
المسجد للمقدس، ومقر الحزب لألاعيب ومناورات، تقارب وتباعد القراءات والمواقف.

المسجد علاقة قطعية الدلالة، لا تقبل القسمة على اثنين، وأكثر من سؤال، حول صحة الدين والمقدس من عدمه، فيما السياسة تقوم على أسئلة الشك، وجدلية النقاش والحوار، والوصول إلى تسويات وحلول وسط.

لا ياصديقي،
المسجد لله، ومقر الحزب للسياسة.
أيها الحزب الحاكم، لا تدنس المقدس بمناورات السياسة، ولا تقدس السياسة ترفعها إلى مصاف فعل الله، ونواهي وزواجر الدين والإله، لا تحاكمنا تجُز أعناقنا باسم الله، تحت يافطة السياسة.
دع المسجد لله، وتعال في مقر الحزب نختلف.

*مجموعة تغريدات من صفحة الكاتب بالفيسبوك