مقالات


الأحد - 19 يناير 2020 - الساعة 06:33 م

الكاتب: خالد سلمان - ارشيف الكاتب


موتك خبر ثانوي في نشرة التاسعة، بعد أخبار الفن والموضة، وحظك الْيَوْمَ وأبراج المساء.

موتك لا يعني الميديا، إلا بمقدار تعبئة هواء، وسد خانة بث..

موتك ليس أكثر، من صياغة خبر وفقاً لأسئلة الخبر الخمسة ينقص منهم واحد أو يزيد.

موتك لأيهم دسك غرفة الأخبار، إلا بمقدار ما يصب إليهم من مشاهدة ومتابعة..

موتك أجر بالقطعة، لمراسلي وكالات الأنباء، شمام الخبر..

موتك لا يهم سلطتك، لا يعنيها إن سحبت أو أضافت إلى شرعيتها، خرقة أخرى تغطي عورة الجسد، وعار اللا حضور، في صون خبزك ودمك.

موتك أيها الذاهب خلف راتبك، حتى وإن شكل لحمك المنثور، سُلم صعود إلى السماء، موتك في مدينة النفط والفقر، والموت المتجول قادم بصاروخ مبارك من عبدة الرب، وجيوش الله المتوحشة.

راتبك يساوي دمك، يساوي حفنة ريالات مدوكة بالدم، لن تقبضها قبل أن يقبض هذا الباليستي الغادر روحك، وأنت ساجد في بيت الله العتيق، وتحت ظلال رحمة زائفة لم تحم دمك، لم تعدك بحزمة خبز ولعبة أطفال لصغارك، وباقة ورد للحبيبة، المتقلبة على سرير الانتظار وجمر اللوعة.

راتبك أيها العدني اليمني المأربي الجنوبي الشمالي، الشرقي الغربي، متنازع عليك بين الحراب، المتصالحة فيما بينها المتقاسمة دمك، راتبك يساوي طلقة موت، شظية صاروخ وحكم إعدام ومقصلة.

ما أصعب أن يكون ثمن ساعات عملك، رأساً مطوح به، منديلاً أسود يمسح دموع الحبيبة ودار عزاء.

لا أحد سيبكيك، لن يصدر قرار تنكيس الأعلام والحداد، أنت لا شيء، أنت رقم بلا ذاكرة أي أحد، أنت فائض عن الاحتياج والاشتياق، الحضور والغياب، حياتك موتك، سفك دمك، يتشابه وهذا الوطن.

ما حدث في مأرب، إن لم تتحرك قوات علي محسن في اتجاهين صوب صنعاء، من مأرب، وتحرير كل تعز، عبر قيادته العسكرية المؤدلجة، ما لم فإن محسن شريك بالجرم بالصمت، وإبقاء مواقد الحرب في حالة اشتعال أطول فترة ممكنة، وأن معركة الجنرال القاتل وحزبه الأداة الطيعة، لن تكون غير الزحف باتجاه عدن، لتحسين شروط حظوظه في صفقة التفاوض، ومساومات التسويات والمقايضات ولعب الورق.

من الحوثي بكل بشاعاته وعدم آدميته، إلى محسن وحزبه الدموي بامتياز، جميعكم قتلة، وبين حروب مصالحكم المعجونة بالدم، جميعنا سواكم، ما دونكم نحن الضحايا.

كنّا نود أن نصرخ في وجوهكم، خير وسيلة للدفاع هي الهجوم، صنعاء هي الخيار، للهروب من هذا الموت المجاني، ثم تذكرنا أن علي محسن وجماعاته السياسية الميليشاوية، مهمة التحرير خارج قائمة الأولويات، وأن الاتجار بالحرب واستدامتها، صارت وظيفة، ومصدر تكسب رخيص وثراء.

هؤلاء يسرقون محافظة كتعز، ينهبون خبز جياع، يضعون أقدامهم ويدهم على قطعة أرض، يقتحمون منزلاً، يصنعون من مدرسة أقبية، هؤلاء لصوص دم وحرب، هؤلاء لا يحررون بلاداً.

تعازينا لشهداء الموت المجاني، تعازينا لشهداء مأرب، ولا نامت أعين علي محسن وشرعيته الجبانة.

*مجموعة تغريدات من صفحة الكاتب على فيسبوك