مقالات


الأربعاء - 05 فبراير 2020 - الساعة 11:31 م

الكاتب: خالد سلمان - ارشيف الكاتب



الخيارات المطروحة لحلحلة وتفكيك الملف اليمني، أضحت الْيَوْمَ أكثر تحديداً، وضغطاً وانكماشاً في تعريف الأطراف والأوزان والأحجام.

كان اللاعب الإقليمي يسعى إلى خلخلة هيمنة طرف الحوثي على معظم أرضية وصدارة المشهد، من خلال إحداث اختراقات عسكرية جبوهية، ولكنه فشل في مأرب والجوف، وكادت محاولة إعادة صياغة ميزان قوى عسكري جديد، أن تودي بحليفهم الشرعي إلى كارثة محققة، لولا الاستعانة بطرف آخر يمسك بالمتحاربين من طرفيهما، ويستطيع أن يبرد الجبهة، وينقذ الجيش المهيمن عليه من الحزب السياسي الديني، من اكتمال طوق الخنق وحبل المشنقة.

الآن ليس هناك من اختراق، ليس هناك من توازن، ليس هناك من ممكنات إعادة تأهيل الجيش المهترئ على المدى القصير، ودفعه لاستعادة وتعويض خسائره الفادحة، لم يعد الآن أمام السعودية إلا طرفاً واحداً، يمسك بكلتا يديه وأسنانه بالأرض، ويبسط سلطته على طاولة التفاوض، ويفرض على الجميع شروطه الكارثية، من موقع المنتصر، في وجه جيش الهزيمة الكاملة.

الحوثي قوة بلا مشروع سياسي، والشرعية سلطة وهمية بلا قوة وبلا مشروع سياسي، يتفق الاثنان بماضويتهما المتخلفة، ويختلفان في تقاسم الهزيمة والانتصار.

نستطيع أن نقول، إن منسوب الرهان السعودي، على قوات الشرعية قد انخفض، إلى أدنى مستوياته، وأن التلويح بالحسم وفرض واقع ميداني جديد، قد تراجع إلى ما دون الصفر، وأن الخيارات باتت محددة الملامح والمآلات:
تفاوض بين طهران وصنعاء، الرياض وصنعاء ربما تحت مظلة دولية، ولا ثالث لهما أو شريك.

منطق الحرب يقول، النصر يتحول إلى شيك سياسي قابل للصرف على طاولة الحوار، والهزيمة تلعق ما تحت حذاء المنتصر من فتات.