مقالات


الخميس - 13 فبراير 2020 - الساعة 08:49 م

الكاتب: د. عيدروس نصر - ارشيف الكاتب


صدمتني يوم أمس تغريدة على تويتر لزميل سابق، ضابط أمن ووزير أكثر من مرة ومحافظ حالي (من محافظي المهجر) يتهكم فيها على الزميل الناشط الشاب نزار هيثم المتحدث باسم المجلس الانتقالي الجنوبي، ويقول عنه انه بلا وطنية (لمااااذااا)؟

يقول الدكتور الضابط الوزير المحافظ، لأن جده (أي جد نزار) قدم إلى عدن من الهند في مطلع الأربعينات واستقر هناك، ولذلك لا يمكن أن تكون لديه أية وطنية.

لم أعتد التعليق على ترهات المثرثرين وأقاويل المتقولين ففضاء التواصل الاجتماعي يتسع لكل المعقولات واللامعقولات من التفاهات والبذاءات والخزعبلات، لكن سبب الصدمة لم يكن هذا بل كان شيئاً آخر.

لندع جانباً أن الهنود لا يسمون (هيثم) ولننس أن أبا باراك أوباما الرئيس الأمريكي السابق، قد وصل من كينيا إلى اميريكا في نفس الفترة التي تحدث عنها اخونا.

ولندع أن أمريكا بلاد الكفر والانحلال وليست كاليمن بلاد الإسلام والحكمة والإيمان ومن البلدان التي يؤمن أهلها بان (لا فرق بين عربي ولا عجمي إلا بالتقوى).

لندع كل هذا جانباً ولنتساءل: إذا كان هذا ما يقوله ضابط في الأمن الوطني وأستاذ جامعي ووزير ومحافظ وحامل لقب الدكتوراه فماذا نتوقع من الأميين وأنصاف المتعلمين وأبناء الشوارع.

لن أعبر عن التضامن مع الزميل المهذب المحترم الشاب نزار هيثم ابن محافظتي، محافظة أبين، فالتفاهات والبذاءات والمواقف الجوفاء اقل من أن تستدعي حملة تضامن مع من تستهدفهم، لكنني أشفق على حالة الملايين من اليمنيين الذين يتوقعون هزيمة المشروع الحوثي على أيدي هذا النوع من القادة والسياسيين.
_____
*. المُناجِم: تعني ذلك الذي لا شغل له إلا الخوض في المناكفات الكلامية والثرثرات الخالية من الهدف والمضمون.