مقالات


السبت - 28 مارس 2020 - الساعة 11:36 م

الكاتب: حسين الوادعي - ارشيف الكاتب



لماذا عدد حالات كورونا في الدول المتقدمة أعلى من غيرها؟

هل يعني هذا أنها عجزت عن مواجهة الوباء، بينما الدول الأقل تقدما كانت أكثر نجاحا؟

ولماذا الدول الشمولية كانت أكثر نجاحاً من الدول الديمقراطية؟

الجواب هنا في كلمتين (حرية المعلومة) و(الفحوصات).
** لا أحد يعرف على وجه الحقيقة عدد الحالات المؤكدة في الصين أو إيران أو مصر أو روسيا، بينما نعرف عدد الحالات المؤكدة في امريكا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا..

الدول الأقل تقدما والأقل حرية تواجه الوباء باخفاء للمعلومة والتستر.

** الكلمة الثانية التي تفسر هذه الظاهرة هي الفحوصات.
كلما أجريت فحوصات اكثر ظهرت عندك حالات اكثر. السبب أن امريكا تتصدر قائمة الإصابات اليوم انها أجرت فحوصات اكثر من أي دولة أخرى. ولاية نيويورك وحدها أجرت فحوصات أكثر مما أجرته كوريا الجنوبية التي كانت تعتبر النموذج الأبرز في سعة الفحوصات.

هل يعني عدم وجود حالات مؤكدة في اليمن انه لا يوجد حالات؟

لا يمكن الجزم بذلك..

الوباء غطى كل دول العالم تقريبا. وإذا لم يكن هناك معجزة خاصة باليمن، فعدم اكتشاف حالات حتى الآن قد يعود لندرة الفحوصات، وانهيار النظام الصحي بسبب الحرب.

** هل يعني هذا أن الحالات المؤكدة المعلنة هي كل الحالات المصابة؟

بالتأكيد لا.. الحالات المؤكدة هي الحالات التي أجريت لها فحوصات. ربما خلف كل حالة معلنة هناك 10 حالات مخفية.

هذا الفيروس ماكر.. أنه يصيب عددا كبيرا، لكن 80% من المصابين لا يعانون من أي أعراض، أو ربما يعانون من أعراض الأنفلونزا العادية.

بعض الدراسات ترجح أن الوباء فعلا قد انتشر وأصاب الملايين!

الإصابات المفاجئة في صفوف المسؤولين الكبار في بريطانيا إشارة واضحة أن عدد الحالات أكبر بكثير من المعلنة (حوالي 15 ألف حالة فقط!)

** هل علينا أن نقلق على امريكا أم على اليمن؟

أحد تناقضات الوباء أن زيادة عدد الحالات المؤكدة في هذه المرحلة مؤشر على قوة النظام الصحي(والسياسي أيضا)، وأن قلة عدد الحالات المؤكدة مؤشر على ضعف النظام الصحي وانغلاق النظام السياسي الذي يحاصر المعلومة الصحيحة.

تسجيل 10 آلاف اصابة في امريكا مثلا لا يعني أن الإصابات حدثت اليوم، بل يعني انها كانت موجودة لكن النظام الصحي اكتشفها وعزلها.

** يحتاج الناس لمعلومة صحيحة ليحموا أنفسهم.. المعلومة الصحيحة تحتاج لإجراء فحوصات على مستوى جماهيري... الفحوصات تحتاج نظاما صحيا قويا، ونظاما سياسيا يثق في نفسه وفي مواطنيه..

صحيح أن كورونا لا يفرق بين غني وفقير، لكن الدول الأغنى هي الأقدر على الاستجابة. والدول الأفقر قد تنجرف إلى موجات اضطراب شعبية بسبب الآثار الاقتصادية للجائحة.

بالنسبة للدول الأدنى في مقياس التطور، الموت يأتي بأشكال كثيره..فلماذا الهلع من شكل جديد من أشكال الموت؟!

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك