مقالات


الخميس - 23 أبريل 2020 - الساعة 04:17 م

الكاتب: عادل البرطي - ارشيف الكاتب



فاجعة اليوم وأنا أطَّلع على مناشدة الأخ مدير عام مديرية جبل حبشي الأستاذ/ فارس المليكي، إلى اللجنة العليا للإغاثة وبرنامج الغذاء العالمي، وذلك لإنقاذ المديرية وسكانها من مجاعة مُحققة، وهزيمة روحية ونفسية لرجال ونساء كابدوا الأمرَّين من أجل الانتصار للجمهورية وتعز..

لنتجرد من مناطقيتنا وعصبوياتنا التي نعلمها ويعلمها الكل، وليكن للصدق أيضاً حيز من إنسانيتنا ونحن نعلم أن هذه المديرية ومنذ بداية الحرب الهمجية على اليمن وتعز تكافح وتناضل من أجل صد تلك الجحافل من التوغل إلى تعز وقطع خط الإمداد الرئيس في منطقة الضباب..

وبرغم أن هناك قيادات رفيعة في الجيش تنتمي إلى هذه المديرية كالشراجي أو خالد فاضل، إلا أنها لم تقدم لهذه المديرية إلا الموت، ولهذا أيضاً تزداد قهراً وإذلالاً من المليشيا الحوثية، وتضطر هذه المديرية في كل وجبة حرب إلى موجات من النزوح الجماعي من مناطق التماس والاشتباكات إلى مناطق أخرى أكثر أمانا، ومع كل نزوح يزداد الفقر توحشاً وفتكاً بأبناء مديرية يزيد عدد سكانها عن 194000 نسمة وتزيد أوجاعها مع كل لحظة مقاومة..

كان لقيادتها المحلية ولبعض من أبنائها في الخارج والداخل مبادرات قمة في البذل والمحبة حينما عبَّدوا ورصفوا كثيراً من طرقات هذه المديرية بمجهودات ومبادرات محلية بحتة، نظرا لأن غالبية المنظمات الإنسانية تحاول الهروب من هذه المديرية بدعوى أنها طاردة للمنظمات، وهو ما لا يتقبله عاقل، نظراً لأن كلاً من مديرها العام الأخ/ فارس المليكي وأيضاً مدير أمنها الأخ/توفيق الوقار كلاهما شخصان خدومان وعمليان متجردان من الحزبية والقروية والروتين، وأعرفهما شخصياً وهما وكما تعاملت معهما إداريان ناجحان ويقومان بتسهيل وحماية عمل المنظمات في كل مكان، ولا طارد للمنظمات المزعومة إلا التضاريس التي من المفروض على هذه المنظمات الإنسانية أن تكون حافزاً لها لتقديم العون للمواطنين هناك وليس كما تصنع باستهداف المحلات والقرى على خطوط الاسفلت المتخمة بالمبادرات والأغذية.

من الظلم أيضاً أن نجعل انتماء القيادات العسكرية على بلدة ما تهمة لها وطريقاً لمنع عنها الإغاثة والمساعدة خاصة إذا علمنا أن نسبة الفقر في هذه المديرية فاق 85%، مع العلم أن هذه القيادات لم تقدم لهذه القرى إلا الويل والثبور.. ومن لم يكن لأمه لن يكون لخالته..

نداء من مواطن ليس من جبل حبشي إلى كل المنظمات الإنسانية، وإلى منظمة الإغاثة الدولية، وإلى منظمة الصليب الأحمر الدولي، وإلى كل من يستطيع إنقاذ أطفال جبل حبشي الآن الآن وليس غداً، فالإنسانية لا يجب أن تعتليها شروط وتتحكم بها أمزجة ومناصب...

نستحلف إنسانيتكم أن تنقذوا جبل حبشي الحرية والمقاومة...