الإثنين - 30 ديسمبر 2019 - الساعة 12:54 ص
كمٌ هائل من الأخبار المتناقضة كتبتها عشرات المواقع الموالية لحزب الإصلاح، الذراع السياسية لجماعه الإخوان المسلمين في اليمن، وكان أهم ما لفت انتباهي، خبر نشره موقع يمن شباب تحت عنوان (تعز.. رابطة شهداء الساحل تستنكر تعيين متحوث مديراً للمخا)، هذا الخبر نموذج واضح لمعارك الإخوان.
في الوقت الذي كان فيه الأبطال في شمال الوطن وجنوبه يخوضون معارك التحرير، كان الإخوان يخوضون وقتها معارك الاستيلاء والاستحواذ على المؤسسات العامة والخاصة والأهلية في تعز وعموم الوطن..
المؤسسة الحكومية التي لا يستطيعون الاستيلاء عليها يعملون على طمرها وبناء مؤسسة خاصة على أنقاضها، كما حدث مع لجنة الجرحى التي حاربها الإخوان إبان رئاسة الدكتورة أيلان وإقامة مؤسسة رعايا، فضلاً عن إشراك موظفي مؤسسة رعايا بلجنة الجرحى لضربها من داخلها بعد هدمها معنوياً وإلقاء التُهم عليها جزافاً.
الأمر نفسه مع مستشفى الثورة (مستشفى المواطنين) الذي هدَّه الإخوان لإفساح المجال المادي لمستشفياتهم الخاصة كمستشفى طيبة، ومستشفى تعز للعظام...
حدث الأمر ذاته مع جامعة تعز، والتي شنَّ الإخوان على رئاستها حملات شعواء انتهت باستهداف رئيسها وتعيين نائب له متحوث إصلاحي، وظهرت على إثرها جامعات الإخوان الخاصة كجامعة الجند والعطاء...
حارب الإخوان إعادة ترميم المدارس الحكومية ووقفوا حائلاً أمام تأهيلها إبان تنصيب الدكتور أمين محمود، وعمله على ترميمها وإعادتها للتربية، وكل هذا للإبقاء على ما يقارب 165 مدرسة أهلية افتتحوها في تعز وحدها..
حارب الإخوان إعادة مؤسسة وصحيفة الجمهورية والثورة ليبقى المجال فسيحاً أمام قنواتهم المحرِّضة والمُغرضة التي تحاول غسل توجهات الشارع ومداركهم بقيح الحقد والعتمة وتمزيق أواصره الاجتماعية التي لم تستطع فض اتساقها الحرب.
حرَّض الإخوان على القائد الوطني الشهيد/ العميد الركن عدنان الحمادي، وكالوا له التُهم تحيُّناً لاغتياله.. واغتالوه.
حرَّرت المقاومة الجنوبية نصف أراضي البلد، فيما المقاومة الوطنية حرّرت بظرف أشهر ما توقف عنده الإخوان لخمسة أعوام من معارك الزيف والابتزاز.
صادر الإخوان حتى شهداء اللواء 35 واستبدلوهم بقتلى لتنظيم القاعدة المرتبطين بجماعاتهم وصادروا حقوق الجرحى بإنشاء رابطة الجرحى الإخوانية والمثيل أيضاً مع أسر الشهداء الحقيقيين ورابطة أسر الشهداء الإخوانية.
ليس مهماً ما أورده الخبر الإخواني ومدى وساخته ونتانته، ولكن ما يستحق أن نتوقف عنده أنهم اعترفوا أخيراً بوجوب الشهادة لغير منتسبيهم وقتلاهم....!!
هذا مُهمٌ بحد ذاته، والبقية مجرد هوامش لمن يدرك حقيقة يمن شباب كأحد مصانع الخُبث والحقد الإخواني الذي لا يمكن أن يتطهّر باستيلائه على مناصب ومقاليد الدنيا والآخرة.
أخيراً.. شكراً نبيل شمسان، استمر في إيجاعهم لندرك أنك في المسار الصحيح، وسنقف كلنا معك، كل الشارع التعزيّ بمختلف فئاته وأطيافه السّياسية ونسيجه المجتمعي الذي يحاول الإخوان ذر الرماد في عيونه وتمزيق رباطه ونسيجه.