الثلاثاء - 30 يونيو 2020 - الساعة 09:02 م
وصل تعهدات المانحين لمساعدة اليمن منذ ٢٠١٥ إلى اكثر من ٧ مليارات دولار غير المساعدات الأخرى. لم يتم الاستفادة منها كونها تتحول إلى سلع ومستلزمات بيد المنظمات الدولية، ونظل ندور في نفس دائرة التركيز على الجانب الاغاثي. لم تطرح الحكومة أي بعد تنموي مستدام في أي مؤتمر إلى اليوم، مما جعل العالم ينظر لنا حكومة وشعباً أننا نفتقر إلى الرؤية والقدرة نكون ناضجين في إدارة أحوالنا.
حكومة متسولة تصرخ وتطلب فقط سلات غذاء وبشكل طارئ. كان يجب على الحكومة إنشاء كيان معني بالمبادرة بإدارة المنح الخارجية لإحداث تنمية مستدامة بالشراكة مع الخارج، وعني أعرف فرقا يمنية بكفاءات رائعة تستطيع أن تحمل تلك الراية مع مشاركة المغترب اليمني والقطاع الخاص كمستفيد أيضا، وهنا يكون مهمة الحكومة، أي من ٧ مليارات لو تم اقتطاع ٣٣٣ مليون دولار لتم بناء ٦٦٦ سدا في ٣٣٣ مديرية في الجمهورية بمعدل ٢ إلى ٣ سدود وبذلك لا نحتاج لسلات الغذاء الطارئة، ولو انفق نفس المبلغ لشراء قوارب صيد وشبكة نقل، ان اليمن فتحت مصدر أمن غذائي بحري للاستهلاك والتعليب والتصدير بمشاركة القطاع الخاص.
يجب على الحكومة ان تخرج من أسلوب العمل المألوف كون المرحلة تقتضي خططا استثنائية مع ارتفاع حالة المعاناة، حيث يجب التركيز انه معنا ما يقارب ٤١ ألف قرية في اليمن بمعنى الشعب اليمني في القرى، فما هو ممكن اليوم لن يكون سهلا التحقيق غدا.
أخيرا، لفهم الفكرة أبسطها، ففي المخ يوجد اكثر من ١٠٠ مليار خلية عصبية، ان اشتغلت كل خلية بدون تنسيق لن يستطيع الإنسان يفرق إلا بين أبيض وأسود، بينما عملها وانسجامها وتشابكها هي من جعلت هذا الكائن اذكى مخلوق بعواطفه وابداعه وتقمصه الوجداني، وهذا يعني الترابط والتنسيق والتكامل من يقود إلى نتيجة أن محصلة الكل اكبر بكثير جدا من مجموع ناتج الأجزاء كلها عندما تظل متفرقة ودون تكامل وتنسيق واستفادة مما يحيطها. ويمكن الوصول لنفس المحصلة لو نظرنا ان اليمن تتكون من ٤١ الف قرية ان تم الاهتمام بتحويلها إلى قرى منتجة غير مستهلكة نكون احدثنا تنمية. وترابطها هو بناء سدود وقنوات ري ودعم لاستغلال وقت فراغ الناس هناك بما ينفعهم وينفع الدولة.
المحصلة الكلية سوف تكون هنا إنتاجا زراعيا وحيوانيا، وسوف تكون مكافحة الفقر ومحاربة البطالة والقضاء على بؤر الصراع وبؤر استقطاب شباب الريف لمشاريع القتل، المحصلة الكلية سوف تفتح طرقت للحياة والتعايش وسوف تحول الريف إلى خلية نحل ومنتجع، وسوف تجعل اليمن محميا غذائيا ويصدر ولا نحتاج سلات غذاء إلى الأبد، نركز بعدها على رؤية أخرى تنقل الريف إلى هذه الألفية.
▪من صفحة الكاتب على الفيس بوك