مقالات


الجمعة - 24 يوليه 2020 - الساعة 08:22 م

الكاتب: د. أيوب الحمادي - ارشيف الكاتب



هناك قصة تقول إن عابدا زاهدا كان يتعبد داخل بيت صغير قديم، وثقته بربه كبيرة، كونه لم يفعل ما يوجب عليه العذاب. أمطرت الدنيا مطرا شديدا، فمر عليه الناس يقولون، اخرج من بيتك حتى لا يصيبك مكروه. فقال أنا أثق بالله، وهو من سوف يحفظني من كل شر. ازداد المطر فارتفع منسوب الماء في كل مكان، فمر عليه جماعة ثانية يقولون له انطلق معنا إلى مكان مرتفع. فقال الله سوف يحميني ويحفظني، فأنا لم أعص له أمرا. بعد ذلك ارتفع الماء أكثر فمر عليه مجموعة ثالثة بقارب يقولون له سوف تغرق وتتهدم عليك البيت اصعد معنا على القارب. فما كان منه الا أن قال الله سوف ينقذني إن كانت حياتي في خطر.

المهم سقطت البيت عليه وغرق هو وبيته. فوجد نفسه في الأخير عند الله عز وجل، فقال يا رب أنا طول حياتي اعبدك ولم اعص لك امرا، ولم اظلم احدا، ومنعزل فتن الدنيا وكنت صابرا على ما حل بي، فلماذا لم تنقذني وثقتي كبيرة بك؟ فرد عليه ربنا: ارسلت لك المجموعة الاولى فلم تسمع لهم، وارسلت لك المجموعة الثانية ولم ترد ان تفهم ان لله طرقا غير البشر، وارسلت لك المجموعة الثالثة ومعهم قارب فلم تسمع لهم ولم تفهم أن لله طرقه، فهل كنت منتظرا اتيك بنفسي حتى تفهم.

ورغم ان الحكاية درس يشرح طرق الله في مساعدة عباده يعلمه اليهود لأطفالهم، إلا أني ارى ان اهلنا في اليمن يتصرفون مثل هذا الزاهد، اي سوف يموتون من الجوع في بيوتهم من انقطاع الراتب، وهم يقولون ثقتنا بالله كبيرة انه سوف ينقذنا من المليشيات وتعنت الشرعية. وبصريح العبارة لم يبق معكم الا القارب، والقارب هنا لكم ان تخرجوا في كل مكان في اليمن مع حملات اعلامية دون بلطجة أو تدمير تقولون للعالم انكم شعب مختطف من المليشيات والشرعية، فلا مليشيات ترحم ولا شرعية ارتقت بمسؤوليتها، غير ذلك انتظروا للآخرة. أو اقلها الجاليات اليمنية في عواصم الغرب تتظاهر مع الغلابى في الداخل أمام المنظمات الدولية والسفارات بالتزامن مع التصعيد في الداخل، فرفض صرف المرتبات والا حتى جزء منها غير منطقي واجراء غير عادل يدخل تحت انتهاك كرامة الإنسان.

▪من صفحة الكاتب على الفيس بوك