مقالات


الأربعاء - 12 أغسطس 2020 - الساعة 10:03 م

الكاتب: د. أيوب الحمادي - ارشيف الكاتب



المشكلة الأساسية، التي أنظر لها هي تصورنا لمفهوم إدارة الدولة، والتي هي في هذه الألفية معقدة تتجاوز قدرات أي شخص مهما كانت إمكانياته. لذا ظهرت أنظمة حكم حديثة تعتمد على المؤسسات، التي تتعامل مع إدارة الدول بشكل هندسي، وأقول هندسي تمنع تجمع السلطة بيد مجموعة، أو تجمع المال في خزانة خاصة، أو احتكار السوق، أو الاستحوذ على فكر المجتمع، أو استغلال حاجته، أو إظهار رموز تجعل اختزال النجاح والخطط والمصير والاستقرار مربوطاً بوجودها هي فقط، أو تمنع الكوارث والحروب قبل وقوعها، كون العمل بشكل ارتجالي شخصي يدمر مفهوم التدافع والارتقاء والعدل والتجديد بشكل خاص والدولة بشكل عام كما حصل في اليمن.

لذا الكثير منا يستغرب، لماذا عجلات التنمية لا تدور؟ والأسباب عديدة أهمها أبسطه لكم، أن في الغرب وضعوا الحصان أمام العربة، فحدث دوران لعجلة التنمية أي العربة، وهناك شعوب أخرى وضعت الحصان وراء العربة، وما زالوا يحاولون يعرفون، لماذا تهتز العجلات لكن لا تدور ولا تتحرك؟ والحاصل في اليمن، أن عجلات العربة لا تدور، ليس لأن موضع الحصان وراء العربة، وإنما لأنه غير موجود أصلاً.

لذلك حياتنا ارتجال وقرارتنا مغامرة دون هدف، وخططنا تنتهي إلى كوارث، ووعودنا كاذبة، وقيمتنا كقيادات في الداخل والخارج صفر، لذا من وجهة نظري أولا نجد الحصان. إيجاد الحصان يعني لي خطة استراتيجية تنموية مبوبة مهندسة من عقول البلد نقيمها ونغربلها ونعتمدها بحسب امكانياتنا نحن، يندفع الكل لتحقيقها، نحرك بموجبها كل قطاعات الدولة ومفاصلها في تحقيقها. ندير بموحبها عجلة التعليم والخدمات والقطاع الخاص والسوق بدل العك الحاصل، أي ندير عجلة التنمية.

لذا علينا كطبقة متعلمة ليس البحث عن المسيح وإنما عن الحصان أي بلورة خطط عمل فكرية وتنموية وبرامج واقعية نرتفع بها وليس العكس. وكون هناك من يراقب ما نطرح، فانا هنا والكثير منا خارج البلد نطمح نعمل كرافعة تستغل امكانيات الخارج في تغيير ونفع المجتمع اليمني وبناء جسور له. ذلك لن يتحقق، إن لم تكن هناك خطة استراتيجية تنموية مبوبة في كل مرافق الحياة دون انتقاص أو عبث، خطة نتصورها كنسر الجمهورية في الشعار لها جناحان لتحقيقها، جناح داخل الوطن أنتم تمثلونه والكثير من فئات الشعب الخيرة، وجناح خارجه نحن "كطيور مهاجرة" نمثله، خطة تنتشل اليمن من قعر الانحطاط وتحلق به بوجودنا معا إلى هذه الألفية بين الأمم. هنا نكون استغللنا وقتنا وعلمنا وعلاقتنا وامكانياتنا وارتحنا في نهاية المطاف اقلها عند حوض المصطفى، إن اليمن لم تظل إلى قيام الساعة كما تركناها.

▪من صفحة الكاتب على الفيس بوك