الثلاثاء - 18 أغسطس 2020 - الساعة 06:15 م
بأمر الله والواجب الديني، أفتى عبدالمجيد الزنداني وعبدالله صعتر، بإجازة تدخل التحالف العربي عسكرياً، بقيادة السعودية والإمارات لضرب المليشيات الحوثية، بعملية عسكرية أطلق عليها عاصفة الحزم، العام 2015م، ولاقى التدخل العربي ترحيباً واسعاً في الشارع اليمني، أملاً في الخلاص من مليشيات الكهف العنصرية.
تجمع الإصلاح بقياداته وقواعده الشعبية رحب أيضا، وسير في تعز أولى المظاهرات المؤيدة للتدخل العربي.
ترحيب الإصلاح، باعتقادي، كان له أبعاد وحسابات سياسية، منها الرغبة الفعلية في وأد المشروع الحوثي الذي يتهددهم عقائدياً من جهة، وأحلام الإصلاح في تسلم إدارة المناطق المحررة من جهة أخرى.
بعد تسلم هادي للسلطة عبر المبادرة الخليجية العام 2012م، كان تجمع الإصلاح هو من يدير اللعبة السياسية في اليمن، وكان قد ظفر بنصيب الأسد، في عدد الحقائب الوزارية، والمناصب القيادية العسكرية والدبلوماسية.
ولذلك كان يحلم بالعودة إلى مواقعه السابقة، عبر بوابة التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات، بعد أن فقدها بدخول الحوثيين صنعاء.
بعد تحرير الجنوب وعدن العام 7/2015م على يد التحالف والإمارات والقوات الجنوبية، تسلمت الشرعية بقيادة الإصلاح إدارة المناطق الجنوبية، لكنها فشلت فشلاً ذريعاً في التحكم بزمام الأمور، وخرج الوضع في الجنوب عن السيطرة، وظهر ذلك جلياً في عودة الجماعات الإرهابية -القاعدة وداعش- إلى الواجهة وإعلان هذه الجماعات الإرهابية لحج وحضرموت، إمارات إسلامية، وشهد الجنوب حراكاً نشطاً لهذه الجماعات التكفيرية، لكن التحالف العربي والإمارات أدركوا خطورة الأمر، وتم تدارك الموقف، بتشكيل الأحزمة الأمنية، والنخب العسكرية، التي كان لها الدور الأكبر في التخلص من داعش والقاعدة، بدعم إماراتي سخي، ولهذا نالت المقاومة الجنوبية عن جدارة عملية إدارة المناطق المحررة جنوباً، بعد قطع أذرع الجماعات الإرهابية، وكان هذا بمثابة الضربة القاصمة لأحلام الإصلاح، في العودة إلى الواجهة في الجنوب.
استطاعت الإمارات بعد تسلم ملف الجنوب، قراءة الوضع بشكل جيد، وعملت على تقزيم وتحجيم دور الجماعات الإرهابية والتكفيرية، في زعزعة الأمن والاستقرار في الجنوب، خاصة حزب الإصلاح.
من هنا تغيرت نظرة الإصلاح للإمارات، وبدأ الإصلاحيون عبر منابرهم الإعلامية المباشرة وغير المباشرة، يكيلون التهم للإمارات ويصفونها بالاحتلال والدولة الغازية، حتى وصل الامر إلى دعوة القيادة السياسية إلى الاستغناء عن خدمات الإمارات في اليمن. والحقيقة أن نظرة الإصلاح للإمارات تغيرت بعد طرد قطر من التحالف العربي، بسبب دعمها للجماعات الإرهابية، وإفشال الإمارات لحلم الإخوان في السيطرة على الجنوب والعودة للسلطة عبر بوابة التحالف العربي.
من سقطرى إلى الساحل الغربي ومن تعز إلى التربة، شن الإصلاحيون حملات التشويه والتنديد بالوجود الإماراتي الذي يسعى، بحسب المنابر الإعلامية لحزب الإصلاح، لالتهام السواحل والجزر والموانئ اليمنية، ولم ينس الإعلام الإخواني أن يلصق تهم العمالة والارتزاق والخيانة للجيش اليمني المتعاون مع القوات الإماراتية، ولكل من له وجهة نظر مخالفة، وقد طالت تهم العمالة والخيانة قيادات عسكرية كبيرة كالشهيد العميد/عدنان الحمادي قائد اللواء 35 مدرع، الذي يجري حالياً محاكمة المتورطين بعملية اغتياله.. ولا يستبعد أن يكون للإخوان يد في تلك الجريمة النكراء.
ومؤخراً عمد الإصلاح لتفجير الوضع في مدينة التربة جنوب تعز، بحجة وجود مخطط إماراتي للسيطرة على مدينة التربة، وسير إليها أرتالاً عسكرية باستطاعتها تحرير مدينة تعز بفترة قياسية، لكن تحرير تعز ليس وارداً بقاموس حسابات الإخوان بتاتاً. أضف إلى ذلك الحملة العسكرية التي شنها محور تعز والتي استهدفت العقيد/توفيق الوقار مدير أمن مديرية جبل حبشي، بتهم عدة من بينها تبعيته للإمارات، بحسب حديث الوقار للرصيف برس.
يعتمد حزب الإصلاح المبدأ الميكافيللي في عمله السياسي، فبسبب من علاقته التاريخية مع المملكة السعودية يرى أن دور المملكة يسير بإيجابية تامة ويتواءم مع رؤية القيادة السياسية اليمنية.
رؤية الإصلاح لدور المملكة في اليمن تحكمه أموال متدفقة، وعلاقات ومصالح تمتد لعشرات السنوات، ولهذا لم تتغير كثيراً نظرة الإصلاح للدور السعودي في اليمن، خاصة لدى قيادة الحزب، بينما يقع اللوم والعتب على الطرف الإماراتي فقط لأنه قضى على أحلام الإصلاح في العودة، وأفشل كل مخططاتهم السياسية ومشاريعهم الاستراتيجية، وهذا هو سر العداوة والبغض للإمارات.
hamdain1a@gmail.com