مقالات


الثلاثاء - 10 ديسمبر 2019 - الساعة 02:57 ص

الكاتب: خالد سلمان - ارشيف الكاتب


جيوش قائمة، جيوش قادمة، معسكرات مُقامة، معسكرات مستحدثة، وأخرى قيد التجهيز.
أموال أممية، تضخ لدعم حروب قروية، دينية متخلفة، ريالات برائحة دبة الغاز، ريالات برائحة البنزين، أمراء حرب، بدأوها تحت راية التّحرير، ثم تدحرجوا القهقرى إلى الوراء قليلاً، دفاعاً عن المذهب، والآن هم كتف وبندقية إيجار، واسفنجات ماصة لحروب، وأزمات بداوة، جميع فصائل دم، مشيخات الإمارات المجاورة.
كل زعامات ومقاولي الجيوش، على أهبة الاستعداد لخوض كل شيء، من تجارة المرض، بيع المواقف وشراء الذمم، إعادة التموضع، وتغيير ماركة البندقية، وجهة التصويب، تغيير الولاءات، استبدال الحلفاء والخصوم، تجديد تأويل حروب المذاهب، وإلباسها، عباءة التقوى والدين، وثلاثية ألوان العلم، وإنعاش أسواق السلاح، تجميع أطفال القرى، كانفار حرب، كل شيء، ما عدا خوض معركة تحرير التباب.
المشكلة ليس بالفيالق، وإعداد وعتاد الرجال، المشكلة تبدأ وتنتهي، بإرادة التحرير، وقرار القتال.
ربما لا حاجة لأمراء الحرب، لورداتها وكارتيلاتها، العابرة بأموالها جدار صوت، الواجب المقدس، لا حاجة لهؤلاء الأمراء، أكثر من فيلق قتلى جديد، وجبل حبشي نورماندي، لهزيمة الفاشية السلالية، بفاشية أدعياء الصحابة، لا حاجة لهؤلاء مقابل استمرار ضخ الحرب للثروات، لمثل هكذا إرادة تحرير، لمثل هكذا قرار!!!
الموت حق على المقاتلين الفقراء، ولمشايخ الحرب، حاسة شم المال، أياً كان مصدره، مال مدنس ومع ذلك فهو حق بأن يعبد، أحق من قبل، فقهاء القتل.
تورا بورا جبل حبشي
ما الذي يطمئن الأنفس، المصابة بداء الشك، جراء الخيبات والخيانات المتتالية، ما الذي يطمئن الناس، أن هذا الجيش الجرار، الذي أعد من قبل مشيخة صغيرة، مشهود لها بفتح، كل قنوات الإعلام، والمال، والدعم والسلاح، لشذاذ الآفاق، من إرهاب يحمل من اليفط الدينية المموهة، بعدد قتلاه من مسالمي، أماكن النزاعات، وقاطني مدن، نقاط تماس، الجبهات المتقاتلة.
ما الذي يجعل الناس، تكف عن أسئلة الخوف، من هذا الجيش العرمرم، الزاحف باتجاه تعز، وما اذا كان الهدف طرد الغازي الداخلي، أم تحرير المدينة من ناسها، وبعثهم ببريد الموت المستعجل، نحو السماء.
من حق المواطن، المثقل بنكبات المتحاربين الدينيين، أن يخشى أن تتحول ثكنات وقمم جبل حبشي، إلى تورا بورا تعز، نخرج بها إرهاب سلالة، محلية الصنع، بتنظيم إرهاب دولي، نخشى من ذباب إرهاب يستقدم ويضيف لغازينا (الوطني) وظلم قصف طيران، وعدوان ذوي القربى، غازا آخر بعيون زرق، ودرونز وسلاح جو ومارينز أجنبي.
إلى جبل حبشي، أن تقع بعض من مساحة عيشك، تحت سلطة أمر واقع، قهرية، لا يلغي أو ينال من شموخ، وبطولات ناس الجبل، أن تخضع لعمليات كسر عظم، انتقامي مقصود، وممنهج، من قبل السلطات المتعاقبة، لا يسقط عنهم أبناء جبل حبشي شرف البطولة، وبصماتهم على صفحات التاريخ، ماضياً وقادماً وابتداءً، كلما أوغلوا في إيذائك، أيها الجبل، ازددت صلابة، وشموخاً وإباءً، تورا بورا، ليس المقصود، هم من أشرف قاطني الجبل، المنحازين تاريخياً، للغد والمستقبل، للمدنية والوطن، الخوف، أن تزرع المنطقة من خارجها، بكل إرهابيي، أعداء صناديد الجبل.
لجبل حبشي، عظيم حب وتقدير، ولبطولات وصمود ناسه، فخر واعتزاز، وانحناءة احترام.