مقالات


الخميس - 09 يناير 2020 - الساعة 05:09 م

الكاتب: خالد سلمان - ارشيف الكاتب



في تسجيل كامل لحديث الشهيد الحمادي، أثناء تجمع أخاله في الحجرية، تحدث الرجل على غير عادته، بشيء من الإسهاب، عكس التسجيلات، التي اطلعنا عليها، في تسريبات سابقة.

تعز خارج سياقات السلطات المتعارف عليها، التي يجب أن تُدار، من قبل مؤسسات دولة، تعز تُدار من قبل كيان، هو يمثل فكر وآليات، ما قبل الدولة، كيانات طاعنة بشيخوختها، بمعنى انتمائها إلى موروث ديني ماضوي، مسلح بقيم لا تنتمي للدولة المدنية والعصر بصلة، كيان ابتلع باسم الدين، وصادر الحياة العامة بشقيها السياسي والاجتماعي، والاقتصادي، سلطة أمر واقع ميليشاوية، تُمارِس أقصى درجات، الفوضى والنهب، وتلعب على موضوعة التحرير، لابتزاز، الدعم، وإعادة توظيفه، لأغراض حزبية، خارج استحقاقات طَي ملف الغزاة الداخليين.

قارن الشهيد، بين دورة رأس المال، في تعز المدينة، المسيطر عليها، من قبل التجمع الحاكم، والآخذ، هذا الرأسمال، بالتآكل بفعل عمليات النهب، والإتاوات والابتزاز، لرجال الأعمال، وبين حركة التجارة النشطة في الحجرية، جراء المناخات الآمنة، التي وفرها اللواء 35، كي تنساب حركة المال والأعمال بسهولة وسلاسة ويسر، خارج هيمنة البندقية، والفدى والجبايات غير القانونية الظالمة، وسرقة عوائد النشاط الاقتصادي بقوة السلاح.

لقد أكد الحمادي، أن من يدير تعز، ليسوا رجال دولة، إنهم مجموعة لا تمت بصلة لأشكال الإدارة المدنية، وأن كل مؤهلات سدنة السلطة المحلية هي انتماءات حزبية، معزولة عن الكفاءة، وضرورات توافر شروط الإدارة.

من يدير تعز، المفتوحة، على كل أشكال العبث، والفوضى واللا أمان، هم ميليشيات مسلحة تُمارِس كل شيء في المدينة، الا استكمال التحرير، وحسم المواجهة، وهو تعطيل مقصود، الهدف منه إبقاء تعز مختطفة، نازفة دماً، لجهة المواطن، ودعماً وعطايا وهبات، تُصب في جيوب النافذين والمتنفذين، في مفاصل وشرايين المدينة، مدينة الموت، والنهب الحلال.