مقالات


الإثنين - 28 سبتمبر 2020 - الساعة 08:28 م

الكاتب: عبد الباري طاهر - ارشيف الكاتب



كانت سبعينيات القرن الماضي بداية ازدهار ثمار ثورة الـ 26 من سبتمبر؛ فقد تأسست الأحزاب السياسية، وشهد هذا العقد صدور المجلات الثقافية والأدبية والصحف الأهلية.

بداية العام 68، وتحديداً في الحديدة، تأسس أول مجلس تنفيذي لاتحاد طلاب الحديدة، وهم: عبد العزيز أحمد صالح، محمد محمد قفلة، فيصل أحمد غالب، سعيد عبد الفتاح المسن، عبد الله قائد الأصبحي، عبد العزيز سعيد القباطي، وإبراهيم عبد الله حجر. ويدون الباحث والمؤرخ الدكتور عبد الودود مقشر تأسيس الاتحاد المرتبط طبعاً بالاتحاد الوطني لطلاب اليمن. كان حينها في الساحة اليمنية اتحادان كما أذكر، وهما: الاتحاد الوطني، ويسيطر عليه الحزب الديمقراطي الثوري (حركة القوميين العرب)، أما الاتحاد العام، فيسيطر عليه البعثيون، وقد بدأا تأسيسهما ونشاطهما متوازيين، وفي حين كان النظام في الجنوب يدعم الاتحاد الوطني، كان الاتحاد العام قريباً من الـ ج. ع. ي، وكان التنافس بينهما على أشده.

التشكيل الجديد في الحديدة جل -إن لم يكن كل- الأعضاء المؤسسين منتمون أو قريبون من الحزب، واللافت أن طلاب الحديدة المؤسسين للاتحاد كانوا في مقدمة صفوف الطلاب في الثانوية العامة، وجلهم من الفئات الشعبية، والطبقة الوسطى، وعلاقاتهم قوية بالنشاط الطلابي والثقافي، وبعضهم أعضاء بارزون في الحزب الديمقراطي أكثر الأحزاب اليسارية نفوذاً وامتدادا في الحياة العامة، وآتون من مناطق مختلفة من اليمن.

الاتحادات الطلابية، والنقابات العمالية والإبداعية والمهنية في اليمن، والأحزاب السياسية هي البديل الأفضل للمجتمع التقليدي، وللعصبيات القبلية، وتكوينات المجتمع التقليدي ذات الروابط الأسرية والقبلية والمناطقية، وكان لهذه التكوينات الحديثة دور مشهود، وتعرض الكثير منهم للقمع والاضطهاد والتعذيب في معتقلات وزنازن الأمن السياسي.

▪من صفحة الكاتب على الفيس بوك