مقالات


الخميس - 08 أكتوبر 2020 - الساعة 11:04 م

الكاتب: يحيى الحمادي - ارشيف الكاتب



ثورة الـ 14 من أكتوبر هي ثورةٌ انطلقت من جبال (رَدفان)
في الجزء الجنوبي من اليمن ضد الاستعمار البريطاني، بقيادة الشهيد/ راجح بن غالب لَبُوزة، وقد شَنّت السلطات الاستعمارية حملاتٍ عسكريةً غاشمة عقب الثورة استمرت على مدى ستة أشهر، ضَربت خلالها القرى والسكان بمختلف أنواع الأسلحة، وشُرِّدَ على إثرها آلاف المدنيين العُزّل، واتّبعت القوات البريطانية في هجماتها وغاراتها على مناطق (ردفان) سياسة "الأرض المحروقة"، وخلَّفت كارثةً إنسانية فظيعة، جعلت أحد أعضاء مجلس العموم البريطاني يُدين تلك الأعمال اللا إنسانية.

البدايات:

توالت على عدن الكثير من القوات الطامعة، والكثير من الدول المستعمرة، وكان من أهم تلك الدول ما سُميت بالامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس (بريطانيا).
قامت بريطانيا ببعض المقدمات لاحتلال عدن، فأرسلت في بداية الأمر الكابتن "هينز" أحد ضباط البحرية إلى منطقة خليج عدن في العام 1835، وذلك لمعرفة مدى صلاحية المنطقة لتكون قاعدةً بحرية ومستودعًا للسفن البريطانية، وقد أشار "هينز" في تقريره إلى ضرورة احتلال عدن، بأية وسيلة، وذلك لأهميتها الاستراتيجية القصوى.

كان لا بد للإنجليز من عُذرٍ يُبررون به احتلالهم لعدن، وقد ساقت إليهم الأقدارُ حادثة استغلوها على أكمل وجه، ففي العام 1837 جَنَحت -بالقرب من ساحل عدن- السفينةُ الهندية (دوريادولت) التي كانت ترفع العلم البريطاني، فادَّعى الإنجليز أنّ سكانَ عدن هم مَن هاجموا السفينة ونهبوا بعض حمولتها وأن ابن سلطان (لحج وعدن) كان من المُحرضين على الهجوم والنهب.

بعد مُضِيّ شهرٍ من وقوع هذه الحادثة، وفي السادس من يوليو 1837، كتب قائد السفينة -في البحر الأحمر- إلى مدير البحرية الهندية تقريرَهُ التالي:

(يشرفني أن أُعلِمَكم أنه لَدَى وجودي في عدن خلال شهر "إبريل" تَبيّنتُ أن البضاعة التي تمت استعادتها من السفينة المحطمة (دوريادولت) والتي تحمل العلم الإنجليزي، كانت مطروحةً في السوق بأقل من ثلث قيمتها).

وبعد هذه الرسالة بَعَثت الحكومة البريطانية بالكابتن "هينز" مرةً أخرى، وذلك لإجراء مفاوضات مع السلطان، ولكنها باءت بالفشل، بعد محاولة السلطان دفع قيمة ما زُعِم أنه تَلفَ أو بِيعَ منها، إلا أن الكابتن "هينز" لم يوافق على التعويض عن البضائع، لأن بريطانيا كانت تريد عدن نفسَها.

وفي العام 1839م أعدّت حكومة الهند لبريطانيا إجراءات الاستيلاء على عدن، وقامت ببعض المناوشات بين العرب في عدن وبعض جنود السفن البريطانية المسلحة التي رابطت بالقرب من ساحل عدن انتظارًا لوصول السفن الباقية، وفي الـ19 من يناير 1839 قَصَفت مدفعيةُ الأسطول البريطاني مدينة عدن، ولم يستطع الأهالي الصمودَ أمام النيران الكثيفة، وسقطت عدن في يد الإنجليز بعد معركة غير متكافئة بين أسطولِ وقواتِ الامبراطورية البريطانية من جانب، وقوات "قبيلة العَبدَلي" من جانبٍ آخر.

يتبع..

▪من صفحة الكاتب على الفيس بوك