مقالات


الخميس - 12 ديسمبر 2019 - الساعة 12:40 ص

الكاتب: خالد سلمان - ارشيف الكاتب



أعدت الاستماع إلى خطابات الشهيد الحمادي، اكتشفت فيها وكأنها للمرة الأولى، نبض، وَغَد تعز، رأيته وهو يضع تحرير تعز فوق الرأس، وما دون التحرير، من اختراق حزبي، ديني مُسيَّس للجيش، يضعه تحت بيادته الموحلة، العائدة من بين برك الحرب، والمواجهات المُحتدمة.

خطاب واحد يجعلك تعرف من هو هذا الرجل، وما الذي فقَدَته المدينة من قادم حياة برحيله، كم أنت بسيط شفّاف كغمامة صيف، صارم كحد سيف، منطلق بأحلامك، بلا حسابات المصلحة، كطلقة عابرة، حدود الخوف، كاسرة للتردُّد.

الرجل لا يحتاج إلى حَمَلةِ دفوفٍ، ورواة سيرة، أو كُتّاب مرَاثٍ، الرجل يحتاج لحلمه أن يحيا ويتنفّس، في رئة شعب، أن يتجسّد حلمه في تحرير مدينة.

أعدت الاستماع إلى أحاديثه العفوية، وهو يتلو آيات التحرير، وإنجيل الخلاص، ببساطة وعفوية، واحد من الناس المسكونين المهمومين، الملمين بكل تكات وخيوط وتفاصيل المدينة، مسكون بكل شيء، إلا أن يكون صاحب هاجس منصب، وهوى زعامة.

استمعت ثانية لخطابات ندى الأرض، وفوح عبير ما بعد المطر، حينها صرخت بكل ما ملكت روحي من وجع: أبناء تعز، أنتم لستم بحاجة إلى انتظار كشف مستور القتلة من لجنة قاتلة، أنتم بحاجة أن تستمعوا، فقط، إلى خطاب واحد، وهو يعدد الأسماء والعناوين، وينسف هواة تديين الجيش، وهو يشير إلى بيادته المقدسة، لتعرفوا بلا لحظة تردد واحدة، من هو القاتل، وتتخذوا بموجبه قرار استعادة وتحقيق حلم الشهيد، تحزنوا قماشات خيامكم وتتخذوا الخطوة اللاحقة.