مقالات


الثلاثاء - 20 أكتوبر 2020 - الساعة 11:32 ص

الكاتب: يحيى الحمادي - ارشيف الكاتب



رغم انقطاع المعونات المحدودة عن الثائرين في الجنوب، فإنّ القيادات التي لجأت إلى الشمال، قبل قيام ثورة 26 سبتمبر 1962 حاولت أن تتخذ من الشمال قاعدة لانطلاقتها النضالية ضد المستعمر، وتكوَّنت في عام 1957 جبهة أسمِيَت (العاصفة العدنية) بقيادة محمد عبده نعمان الحكيمي، الأمين العام للجبهة الوطنية المتحدة، وكانت تذيع برنامجًا إذاعيًّا من إذاعة صنعاء، باسم (صوت الجنوب)، لكن الإمام رفض أي نشاطٍ لهم في صنعاء، فعملت مجموعة من المناضلين على تكوين تجمع جديد في منطقة البيضاء الحدودية، برئاسة محمد عبده نعمان الحكيمي، ومقبل با عزب، وباشتراكِ عدد من رؤساء القبائل، وأسّسوا هيئة تحرير الجنوب اليمني المحتل، وحصلوا على بعض الأسلحة من مصرَ عام 1960 لكن الإمام لم يسمح بخروج هذه الأسلحة من ميناء الحديدة.

في الرابع والعشرين من فبراير 1963 عُقد في دار السعادة بصنعاء مؤتمر "القوى الوطنية اليمنية" حضره أكثر من 1000 شخصية سياسية واجتماعية ومستقلة، إلى جانب عدد من الضباط الأحرار وقادة من فرع حركة القوميين العرب، وقد توصّل المجتمعون خلال أعمال المؤتمر إلى اتفاق لتوحيد جميع القوى الوطنية اليمنية في إطار جبهة موحدة، وجرى في المؤتمر استحداث مكتبٍ تكون مهمته وضع مشروع ميثاق مؤقت للتنظيم الجاري تشكيله، وذلك على هيئة نداء إلى جميع القوى التي تؤمن بوحدة الحركة الوطنية اليمنية في النضال لحماية النظام الجمهوري والدفاع عن ثورة سبتمبر الخالدة، وتحرير الجنوب اليمني من الاحتلال الأجنبي، حيث استقر الرأي على تسمية هذه الجبهة باسم "جبهة تحرير الجنوب اليمني المحتل"

في أغسطس من نفس العام أخذت هذه الجبهة تسميتها النهائية "الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل" على أساس الاعتراف بالثورة المسلحة أسلوبًا وحيدًا وفعالًا لطرد المستعمر، وقد تمخض عن هذا المؤتمر تشكيل لجنة تحضيرية من الشخصيات والقيادات المشاركة فيه، كان على رأسها (قحطان محمد الشعبي).

في 8 مارس 1963 وبعد اجتماعات عدة عقدتها اللجنة التحضيرية أقرّت نص الميثاق القومي الذي كان يتألف من مذكرة، والميثاق نفسه، وبرز في صدر الميثاق شعار الجبهة "من أجل التحرر والوحدة والعدالة الاجتماعية" ونشرت في مايو 1963 الوثيقة الموضحة للخط السياسي لهذا التنظيم.

في 19 أغسطس 1963 تم إعلان تأسيس "الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل" وتم تشكيل قيادة الجبهة من 12 شخصًا، وقد تكونت الجبهة من خلال اندماج سبعة تنظيمات سرية أعلنت إيمانها بالكفاح المسلح، وهي: حركة القوميين العرب، الجبهة الناصرية في الجنوب المحتل، المنظمة الثورية لجنوب اليمن المحتل، الجبهة الوطنية، التشكيل السري للضباط والجنود والأحرار، وجبهة الإصلاح اليافعية (تشكيل القبائل)، ثم التحقت ثلاثة تنظيمات أخرى بالجبهة القومية، وهي: منظمة الطلائع الثورية بعدن، منظمة شباب المهرة، والمنظمة الثورية لشباب جنوب اليمن المحتل.

وفي أغسطس 1963 استقبل أبناء ردفان الثوار العائدين من شمال الوطن بقيادة غالب بن راجح لبوزة، بعد مشاركتهم في الدفاع عن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر الوليدة.

...يتبع

▪من صفحة الكاتب على الفيس بوك