مقالات


الخميس - 22 أكتوبر 2020 - الساعة 10:36 م

الكاتب: يحيى الحمادي - ارشيف الكاتب



وُوجِهَت ثورةُ الـ14 من أكتوبر -منذ اندلاع شرارتها الأولى- بجدارٍ ناريٍّ، ولقد تَمَثَّل ذلك الجدارُ بسياسة "الأرض المحروقة" التي انتهجتها الحكومة البريطانية ضد الثوار والمدنيين على حَدٍّ سواء، واهمةً أنها بجبروتِها ذاك ستستطيع أن تُخمِد لهب الثورة، وبالرغم من أن الثورة قد انكسرت في بادئ الأمر، وعانت من ردة الفعل المفرطة، إلا أنها كانت قد فَتَحت نافذة الأمل، واستنشقت عبير الحرية، وكسرت حاجز الخوف الذي صَنَعَتهُ بريطانيا.

ففي العاشر من ديسمبر 1963 نَفَّذَ الفدائيُّ (خليفة عبد الله حسن خليفة) عمليةً فدائيةً قام من خلالها بتفجير قنبلة في مطار عدن، وأسفرت تلك العملية عن إصابة المندوب السامي البريطاني (تريفاسكس) بجروح، ومصرع نائبه القائد (جورج هندرسن) وإصابة ما يربو على الـ 35 من المسؤولين البريطانيين وبعض وزراء حكومة الاتحاد الذين كانوا يهمون بصعود الطائرة والتوجه إلى لندن لحضور المؤتمر الدستوري
الذي أرادت بريطانيا من خلاله الوصول -مع حكومة الاتحاد- إلى اتفاق يضمن الحفاظ على المصالح الاستراتيجية لها في عدن، وكانت هذه العملية الفدائية التي أعاقت هذا المؤتمر هي البداية التي نَقَلت الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني من الريف إلى المدينة.

وفي 11 ديسمبر 1963 صدر قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، قضى بحل مشكلة "الجنوب اليمني المحتل" وحقه في تقرير مصيره، والتحرر من الحكم الاستعماري البريطاني.

في السابع من فبراير 1964 بدأت أول معركة استخدم فيها الثوارُ المدفعَ الرشاش في قصف مقر الضابط البريطاني.

وفي الثالث من أبريل 1964 شنّت ثمان طائرات حربية بريطانية هجومًا شرسًا على قلعة (حريب)، في محاولة للضغط على "الجمهورية العربية اليمنية" لإيقاف الهجمات الفدائية المسلحة التي يشنها فدائيو الجبهة القومية من أراضيها.

وفي 28 أبريل 1964 شنّت مجموعةٌ من فدائيي حرب التحرير هجومًا على القاعدة البريطانية في (الحبيلين).

في 14 مايو 1964 قامت طائرات بريطانية بعدة غارات ضد الثوار في قرى وسهول (ردفان)، أدت إلى تدمير المنازل في المنطقة، كما أسقطت منشورات تحذيرية للثوار الذين أسمَتهم بـ"الذئاب الحمر".

وفي الـ22 من مايو 1964 أصاب ثوارُ الجبهة القومية في ردفان طائرتين بريطانيتين من نوع "هنتر" النفاثة.

وفي الـ24 من يوليو 1964 انطلق الكفاح المسلح ضد المستعمر البريطاني وأعوانه في إمارة الضالع بقيادة (علي أحمد ناصر عنتر)، عقب عودة عدد من الشباب الذين خضعوا لدورات تدريبية عسكرية على مدى شهرين في تعز، لينضموا إلى صفوف الثوار العائدين من شمال الوطن بعد مشاركتهم في الدفاع عن ثورة الـ 26 من سبتمبر، في صفوف الحرس الوطني، وقد تلقى الثوار كل الدعم من إخوانهم في الشمال، فعاد قادتهم من تعز وهم يحملون السلاح والذخائر والقنابل اليدوية، مجسدين بذلك واحدية القضية الوطنية، والمصير المشترك.

يتبع..

▪من صفحة الكاتب على الفيس بوك