مقالات


الإثنين - 21 ديسمبر 2020 - الساعة 06:14 م

الكاتب: عادل البرطي - ارشيف الكاتب



تمتلئ سجون ومعتقلات المليشيا الحوثية بالكثير من الأبرياء الذين تم اعتقالهم من النقاط الأمنية أو من بيوتهم دون وجه حق، وكانت التهم جاهزة وهي انتماؤهم للمقاومة والجيش الوطني، وفي كثير أحيان تم مبادلتهم كأسرى حرب مع الجيش الوطني، وكم كتبنا وكم فضحنا هذه الأخلاقيات المقيتة لديهم، وكانت صرخاتنا تعلو السماء لهذه الأعمال الهمجية التي تزيد التفكك وتنزع عن اليمنيين اللحمة الوطنية، كون المدنيين في أي مربع كان يجب ان يتم تنحيتهم عن الصراع المسلح الذي فرضته الأحداث في اليمن عامة.

إلا أن هذه الطريقة الإجرامية يبدو انها أتت أكلها لدى مليشيا الحوثي ومع التقارب والتنسيق بينها وبين مليشيا الإخوان خاصة في الفترة الأخيرة وتبادل الخبرات فيما بينهم قد الهمت مليشيا الإخوان للتماشي مع نفس النسق واستخدام نفس الأساليب في تعز المدينة، وأماكن سيطرتهم وكان واضحا عند اعتقال الورد في التربة.

منذ فجر اليوم 2020/12/20م وإلى الآن تقوم مليشيا الإخوان في تعز بحملة اعتقالات واسعة من فنادق تعز لكل من يقول (جاف) أو بالاصح لمواطنين من المناطق الشمالية اتوا إلى تعز لقطع جوازات سفر للخروج خارج الوطن البعض منهم مصطحبين عوائلهم واطفالهم ومع هذا تم جرهم على متن اطقم وافراد مدججين بالاسلحة ليتم ايداعهم في بدروم نادي الضباط بتعز المجاور لادارة الأمن وقد تجاوز عددهم حتى اللحظة ما يقارب 46 معتقلا موزعين بين محافظات الشمال من اب فما فوقها وخاصة صنعاء.

يعلم الجميع ان هؤلاء المواطنين من ابناء اليمن ونؤكد (من ابناء اليمن) تم دخولهم تعز بعد ان تم اخذ بياناتهم كاملة في نقطة الهنجر التابعه لمليشيا الشرطه العسكريه بتعز وهم مدنيون مسالمون اتوا لقصد استخراج وثائق سفر بعد ان تقطعت بهم السبل لمغادرة مربعات الحوثي والنجاة باهلهم وذويهم فيها ليأتي زوار الفجر وكما هي عادة هذا التنظيم الإرهابي وفق ادبيات معلمهم الاول محمد اليدومي ليقتادوهم دون معرفة التهم الموجهة اليهم ودون هدى ولا معرفة الجهة التي قامت بالاعتقال ليكون مصيرهم بدروما لم تتم نظافته منذ حوالي سبع سنوات عجاف وليتركوا كالاغنام دون مراعاة اي جانب انساني لهم حتى الامراض منهم.

لم يكن احد ليعلم اين هم ولماذا اعتقلوا ومن اعتقلهم لولا بعض من شباب تعز الذين ساءتهم هذه الاعمال المليشاويه ليبدؤوا رحلة البحث من ابرز مطارح اعتقالهم وهو فندق الشريف في التحرير الاسفل وما جاوره من الفنادق وليتفاجأوا ان من قام باعتقالهم هو احد ضباط ادارة أمن الاكحلي بتعز ويسمى موسى الشدادي الذي رفض حتى التعريف باسمه وعمله ممارسا النهج المليشاوي في الاختباء وراء الاسلحة المدجج بها افراده والتي قاموا بتوجيهها نحو كل من سأل أو يتساءل عن مصير هؤلاء المعتقلين والذين اتضح فيما بعد ان اعتقالهم اتى للمبادلة بهم مع مليشيا الحوثي لجثة الشهيد ياسين الشدادي الذي استشهد امس في جبل هان وتم اخذ جثته من قبل المليشيا الحوثيه وهو نفس ما انتقدناه لدى مليشيا الكهوف واليوم تقوم به مليشيا الإخوان.

رحم الله الشهيد ياسين شداد، فقد استشهد وهو يقارع المليشاويين من اجل حرية المواطن ولم يكن يعلم ان هذه الحرية للانسان اليمني ستسلب وبعمل عنصري مقيت من قبل مليشيا الإخوان باسمه وبحجة تبادل جثته التي فاضت منها روحه إلى بارئها، نسأل الله لها القبول والمغفرة.

كان يجدر بمليشيا الإخوان إن كانت تريد تبادل جثة الشهيد بأسرى حوثيين ان تعتقل أولئك النفر من ابناء المخلاف المتواجدين في تعز والذين يعملون وبالواضح مع المليشيا الحوثية ومعروفون بالاسم والصورة الا انهم لم ولن يستطيعوا لأن من يحمي هؤلاء هم أنفسهم من يحمون عصابات النهب والقتل والدمار في تعز من قادة المحور وقادة الالوية التي تتبعه.

كان يجدر بهم أن يعتقلوا من نراه كل يوم في شوارع صنعاء وازقتها وحامل لواء التنسيق بينهم وهو ضياء الحق الاهدل ومجموعته بدلا من ممارسة العنصريه المقيته ضد ابناء الشمال في تعز مع العلم بان اهلنا وذوينا وغالبية من ابناء تعز يعملون ويعيشون في المناطق الشماليه دون ان يسلبوا حريتهم أو تمارس عليهم اعمال عنصريه بسبب انهم يقولون (قاف) أو ان اهاليهم في المقاومه وفي مربع العداء للحوثيين.

أخيرا ان ما تم من اعمال عنصرية في حق مواطنين ابرياء مدنيين من قبل قوات المليشيا الإخوانيه تعد جريمة انسانيه وبعيدة كل البعد عن كل اخلاقيات اليمنيين ناهيكم انها مخالفة للدستور والقانون وحقوق المواطنه وهو ما يتوجب التدخل السريع من قبل رئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس النواب كونهما الوحيدين الحاملين لمشروع الدوله بينما الرئيس المغيب اصبح اسير المليشيا ومدللها وهو ما ينعدم معه الأمل في تحركه لانقاذ هؤلاء المواطنين ومحاسبة من قام باعتقالهم.

كما هي مناشدة لكل المنظمات الدوليه والحقوقيه والعامله في مجال حقوق الانسان ان تقوم بواجبها الاخلاقي والانساني في الافراج عن هؤلاء الابرياء ورفع مثل هذه الملفات إلى الهيئات الدوليه المعنيه لتصنيف هذه المليشيا بشقيها منظمات إرهابيه والعمل على اجتثاثها من تعز حتى لا تتحول تعز كما اسلفنا بؤرة خصبة للإرهاب.