مقالات


السبت - 16 يناير 2021 - الساعة 11:04 ص

الكاتب: أسامة الشرمي - ارشيف الكاتب



عبارتان مثلتا صدمة لليمنيين في إحاطة جريفيث والتي ألقاها يوم الخميس 14 يناير 2021 لدى مجلس الأمن، الأولى قال فيها "إنني أشعر بالقلق جراء قرار الإدارة الأمريكية بتصنيف أنصار الله منظمة إرهابية أجنبية.. على أي حال يمكنكم أن تتأكدوا من التزامي العمل مع جميع الأطراف بما في ذلك أنصار الله"، العبارة الثانية "أن هذا القرار سيساهم في إحداث مجاعة في اليمن ويجب التراجع عنه لأسباب إنسانية في أقرب فرصة ممكنة"، وكأن من يتحدث أحد قيادات مليشيا الحوثي الإرهابية لا موظف أممي.

اللافت أكثر من العبارات بحد ذاتها إصرار المبعوث على تقديم هدايا أكثر فأكثر للمليشيا الإرهابية، على حساب السلام، والأزمة الإنسانية، التي ألمت باليمن بسبب إرهاب الحوثيين، وعلى الرغم من أن الدبلوماسية لا تمنع التنازلات وتقديم بعض الهدايا لجميع الأطراف إلا أنه في حالتنا هذه لم يكن في جعبة المفاوض أي من أدوات الضغط والترهيب، وهذا ما يجعل تقديم الهدايا عبثا ويتسبب بالفشل في مساعي السلام التي يبذلها المبعوث الأممي بين الحكومة والمليشيات.

من زاوية أخرى إذا كانت الأمم المتحدة تتحدث عن أكبر مأساة إنسانية في اليمن، والمبعوث في نفس الإحاطة تحدث عن أكبر عملية استهداف طالت الدولة اليمنية بعد إسقاط العاصمة صنعاء المتمثلة في الهجوم الصاروخي على مطار عدن ومحاولة اغتيال كامل حكومة الكفاءات المنبثقة عن اتفاق الرياض، هذا قبل تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية، إذاً ما الذي سيتغير بعد إدراجها في قوائم الإرهاب؟ بالتأكيد لا شيء، بينما إذا تراجعت الإدارة الأمريكية عن قرارها نزولاً عند رغبة جريفث فهذا يعني انتصار المليشيا ليس على اليمنيين فحسب بل على المجتمع الدولي برمته، الأمر الذي سيفتح شهيتها لمزيد من المكاسب الدبلوماسية ولن تقدم المليشيا لمارتن أي شيء في المقابل إلا السماح له بدخول صنعاء والالتقاء بقيادات هامشية كمهدي المشاط ومحمد علي الحوثي لا تملك من قرار الحرب شيئا، ولن تنتهي المأساة الإنسانية، ولن تتوقف الهجمات البالستية على اليمنيين فما الذي جنيناه حينها..

ووفقاً للاستراتيجية التي ينتهجها المبعوث الأممي فعلى الحكومة اليمنية أن تقابله بخطاب تصعيدي، يتواكب مع مطالب الشارع اليمني بقطع التعامل مع جريفث وتنحيته، وباستثناء التغريدات الصادرة مؤخراً عن مستشار رئيس الجمهورية عبدالملك المخلافي في بعض تغريداته على تويتر عقب إحاطة المبعوث فإن الخطاب الرسمي لا يرتقي لحجم العبث الذي يمارس من قبل مبعوثية الأمم المتحدة.

وهنا لا ننسى التذكير أن موقف إدارة الرئيس الأمريكي بايدن من مليشيا الحوثي لن يختلف عن موقف إدارة أوباما التي كانت متسامحة مع المليشيات بل ومنحتها الغطاء أو لنقل الضوء الأخضر لإسقاط الدول والتي كان من بينها مليشيا الحوثي في مسيرة إسقاطها للدولة اليمنية. لذا فالحكومة والنخب اليمنية مطالبة بتصدير خطاب أكثر قوة وممانعة لفكرة التعايش مع مليشيا الحوثي كونها جماعة إرهابية، وذلك ليعلم المبعوث الأممي أو أي من ساكني البيت الأبيض أن التساهل مع الحوثي وتقديم الهدايا المجانية له سيُواجه بصرامة من قبل الحكومة التي لن تشارك في تدليل من يقتل اليمنيين.