مقالات


الأحد - 31 يناير 2021 - الساعة 12:55 م

الكاتب: محمد ناجي أحمد - ارشيف الكاتب



العديد من الأحداث تظهر اليمنيين في اختلافاتهم شخصيين لا قيميين. فالعلاقات الشخصية هي الوازنة والحاكمة للمشاعر والمواقف.

يصدر بيان دولي حول الفساد في اليمن فيصطف اليمنيون بحسب مصالحهم الذاتية أو عصبويتهم المناطقية والمذهبية، لا بحسب مواقعهم الاجتماعية.

يموت شخص من هذه الضفة أو تلك فتكون العلاقات الشخصية هي بوصلة النواح والرثاء، وتأخذ التعازي لبوسا قيمية تخلع على الميت مواقف هي على النقيض من ممارساته وتصريحاته وكتاباته وأفعاله ومواقفه.

هذا الوضع المتداخل وغير الواضح الملامح، الخدج سياسيا انعكاس لواقع اجتماعي لم يفرز حتى الآن احزابا وتنظيمات سياسية تعبر عن قوى اجتماعية برؤى سياسية واقتصادية وثقافية محددة وبينة، ولا عن تحالفات اجتماعية متقاربة بمصالحها، وإنما أحزاب تحمل الشيء ونقيضه، حمالة أوجه متعددة، لهذا لا عجب حين تكون مواقف الناس ليست مبنية على موقف ورؤية أيديولوجية وإنما عن مصالح ومشاعر ذاتية، عن خوف ورجاء، وعن حب وكره شخصي، عن علاقات عصبوية وشللية تنفى المصالح الاجتماعية والطبقية، لصالح هجين من المواقف والأمزجة والاستمزاج الشخصي.

العصبويون محكومون في مواقفهم بالانتصار والاستنصار، لسان حالهم وخطابهم:
أنا قوي بحزبي، والحزب هنا ليس سوى تسمية معصرنة، فهو في محتواه وريث العصبويات القبيلية والعشائرية والعائلية والمناطقية والمذهبية.

ولأن الحزب بلا ملامح فإنه ليس أكثر من قشرة للحداثة محركها الوعي البدوي.

▪من صفحة الكاتب على الفيس بوك