الخميس - 25 فبراير 2021 - الساعة 10:30 م
تكلفة عملية بواسير مدير مكتب الرئيس التي صُرِفت له من الميزانية -وهو الذي يعيش حياة الملوك- تكفي لإنقاذ عشرة مبدعين كبار رحلوا بطريقة مأساوية خلال السنوات الأخيرة. فبسبب أن الطب والنظام الصحي في الداخل صارت له من أسباب الهلاك أكثر من أسباب النجاة والشفاء، من جهة، ومن جهة أخرى، افتقار هؤلاء المبدعين لأبسط الإمكانيات المادية التي تمكنهم من السفر إلى الخارج طلباً لعلاج قد يكون في كثير من الحالات في متناول اليد.
وأما تكلفة مساج الوزير في ألمانيا، فكانت تكفي لإنقاذ حياة البقية الذين يذهبون هدراً في الموت المجاني الغزير بين فاصلٍ وجيزٍ للغاية وآخر.
وما خُفي كان أعظم.... كان أعظم بصورة تفوق خيالات الشيطان الرجيم...
***
لا أردي يا رائد طه؛ لا أدري حقيقة، هل ستكون هناك أي جدوى من أن تُخبر أحداً عن كل المعاناة التي كابدتها بكل عزة نفس وإباء أسطوريين خلال رحلتك الأخيرة في حياة قصيرة كانت مليئة بالإبداع وصناعة الفرح حتى آخر رمق/ حتى أقصى رمق؟
لا أدري هل سيكون هناك جدوى من أن تُخبر أحداً في الأرض أو في السماء عن هذه البلاد التي حولتها نخبتها الحاكمة إلى لعنة، وإلى طعنة غادرة في قلب كل مواطن، وإلى عار، وإلى جرحٍ مفتوح بحجم محيط من القيح...
لن تمر عابراً... لن تمر! ولقد أتيت على كل قواعد هشاشتنا ورثاثتنا التي كنّا نتكئ عليها لنبدو كأبطال خارقين، بينما في الحقيقة كان لكل واحدٍ منا نصيبه الوافر من دم يوسف جراء هذا التواطؤ العلني المتواصل!
▪من صفحة الكاتب على الفيس بوك