مقالات


الأحد - 06 يونيو 2021 - الساعة 06:43 م

الكاتب: وضاح العوبلي - ارشيف الكاتب



ليست المرة الأولى التي تصل فيها طائرة عمانية تقل وفداً عمانياً إلى صنعاء.

ففي تاريخ 11 نوفمبر 2019م تزامنت زيارة الأمير خالد بن سلمان، إلى السلطنة، مع وصول وفد عماني إلى صنعاء حينها.. وسبق تلك الجولات أيضاً جهود أمريكية مشابهة لما يجري اليوم.

الحقيقة أن الحوثية لا ترى أي مستقبل لها بالسلام، وكل مستقبلها مرتبط ارتباطاً مباشراً باستمرار الحرب واستدامته إلى ما لا نهاية، وهذا الثابت الذي يدركه الجميع إلا أننا نتحدث عن السلام كفرضية، وأنا كذلك ضمن أولئك المتحدثين رغم قناعتي التامة باستحالة السلام المطلوب مع الحوثيين.

إن تمكنت الضغوط الحالية من إرغام الحوثي على المرونة أمام اللهجة الأمريكية الأخيرة، فهي لتحاشي أي إجراء أمريكي ضد الجماعة، وهذه الجزئية هي المهمة الأساسية للوفد العماني الذي جاء من أجلها إلى صنعاء، ومفادها "استجيبوا للحيلولة دون غضب إدارة بايدن منكم".

ولهذا فقد يلجأ الحوثي للمناورة بإظهار قليل من المرونة يشترط بها بعض المكاسب السياسية مقابل هدنة مؤقتة، وسيفجرها بأي لحظة حرباً شاملة، مع أول منعطف دولي يرى فية الحوثي أنه توقيت مواتي لإنهاء هذه الهدنة المفترضة، وبدون حرج سيشن الحرب في الجبهة التي يريد، ولن يعجز عن تسويق المبررات التي استدعته لتفجير الموقف، وهو البارع في هذا المجال، أمام شرعية بلهاء، وعقيمة التفكير، ومتجذرة الغباء، بمسؤوليها ودبلوماسييها، وكل من فيها.

الهدنة أو التهدئه أو إيقاف النار المزمع، سيستغلها الحوثي للاعداد والحشد والتعبئه، وللتنسيق مع بعض المشائخ والشخصيات في المناطق المحررة.

وبالمقابل ستتخذها الشرعية فترة للراحة، ولافتعال الصراعات والنزاعات البينية، وللتصعيد السياسي والاعلامي والعسكري ضد بعض المكونات الوطنية الحليفة، وهذا ما سيؤدي لإفراغ جبهات المواجهة مع الحوثيين من زخمها التي شهدته خلال الاشهر الاخيرة الماضية، وهو ما سيهيئ الأوضاع جيداً للجولة التصعيدية العسكرية الحوثية القادمة، عقب أي تهدئة.

عندما نتحدث هنا عن تهدئة، فهي تهدئة في الاصطلاح إلا أنها على الأرض لن تكون كذلك، وأكبر دليل على ذلك تعامل الحوثي مع سابقتها في جبهات الحديدة بكل ما فيها من نقاط للمراقبة الأممية، ومراكز للتنسيق المشترك، وهو ما لم يأخذه الحوثي ومليشياته يوماً على محمل الجد منذ الأيام الأولى لاتفاق استوكهولم المشؤوم وحتى هذه اللحظة.