الإثنين - 07 يونيو 2021 - الساعة 05:27 م
جَرَت قديمًا حروبٌ كثيرةٌ بين (الأثينيين) و(المغاريين) بسبب جزيرةٍ اسمُها (سلامينا)، وانتهى الأمر أن انهزم الأثينيون أصحاب الحق، وذلك تعبًا بسبب سفك الدماء، حتى أجمَعوا رأيَهم في النهاية أنّ كل مَن تكلم عن المغاريين أو عن جزيرة (سلامينا) أو طلبَ تجديد الحرب معهم، فسيكون جزاؤه الموت.
ومرت الأيام، ولكن ضمير الفيلسوف (سولون) ظلّ يؤنبه بسبب صمته عن جزء مفقود من وطنه، ومن جهةٍ أخرى كان يَعلم أنه إذا تكلّم في الأمر أضرَّ بنفسه وعرّضها للموت، فتظاهر بالجنون، وشاع في المدينة خبرُ جنونِه، وأنشأ قطعةً شعريةً محزنة حفظها جيدًا ثم خرج لابسًا ثيابَ صوفٍ رثّة، وفي عنقه حبل، فاجتمع عليه أهل المدينة، وصعَدَ إلى مرتفع كان مخصصًا للخطابة والبلاغ، وأنشد بأعلى صوته:
ليتني ما كنتُ مِن أهل هذه البلدة.. وا حسرتاه! أتمنى لو كنت مولودًا في بلاد البرابرة، أو في أي مكان آخر؛ فإنّ ذلك أهون عليَّ من أن يَراني الناس ويُشيروا إليَّ قائلين: إن هذا الرجل من أهل أثينا، الذين فرُّوا من حرب (سلامينا).
فأثّر قولُه ذلك في أهل أثينا، وأبطلوا اتفاقهم، وأخذوا سلاحهم، ومضوا إلى حرب المغاريين واستعادوا الجزيرة.
▪صفحة الكاتب على الفيس بوك