مقالات


السبت - 25 سبتمبر 2021 - الساعة 08:29 م

الكاتب: محمد عزان - ارشيف الكاتب



بكل شجاعة نَتَقدّم نحو الماضي، وبكل جرأة نقرر أن مستقبل أجيالنا مرهون باسترجاع رفات تاريخ أمم قد خلت، وأن لنا ما كسبَت وعلينا ما اكتَسَبت.

.. ليلًا ونهارًا وفي الحرب والسِّلم وفي الشدة والرخاء؛ نترنم بأمجاد مَن نزعم أنهم كانوا أجدادًا لنا، ونُصرّ على استحضار رفات الموتى وهلوسة العصبيات بمختلف أشكالها.

الأمم -يا صديقي- تمضي نحو المستقبل كما هو، وتُعِدّ العدة للتعامل معه كما سيكون، ولا تستنكف أن تنظر بشجاعة عقلية في تاريخها، وتُعيد النظر في مفرداتها الثقافية وبنائها الاجتماعي والأخلاقي والجمالي.. أما نحن فصامدون في تقدُّمنا إلى الخلف، ندفن حاضر الأحياء ونحيي ذكريات الموتى، ونُدبر إلى الماضي عِوضا عن الإقبال نحو المستقبل.. حقا {إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ}!


▪صفحة الكاتب على الفيسبوك