ملفات وتقارير

الأربعاء - 30 أغسطس 2023 - الساعة 09:21 م بتوقيت اليمن ،،،

مدى برس/ خاص/ معين صالح:


تسع سنوات مرت على اليمن واليمنيين كانت بمثابة كابوس جثم على حين غرةٍ على هذا البلد وشعبه ، ومايزال يؤرق حياتهم ويهدد مستقبلهم ويضعهم على قارعة طريقٍ ملامحه مجهولةٌ و معالمة مازالت غامضةٌ.

إنها حركة ولدت في أحضان الإثنى عشرية، خرجت من كهوف الظلام واضعة نصب أعينها الإنقضاض على التعايش السلمي الذي يجمع بين ابناء هذا البلد، وعلى عقيدته السليمة التي فطر الله الناس عليها، وكذا على الوطن من حيث هو الإنسان والهوية والتاريخ، محاولةً تحريف كل ذلك لمصلحة مشروع تخريبي يستهدف المنطقة ككل ، وهو مايمثل خطراً يجب مقاومته والوقوف امامه بحزم وصلابة وهو خيارٌ فرُض على بلادنا- وإلى جانبها كل الدول والشعوب المتضررة- لإجتثاث هذه النبتة الخبيثة والتي تسعى جاهدةً نحو تغيير وتشويه حاضر ومستقبل وطن باكمله عبر محاولاتها المتكررة لزرع المتغير الشاذ الذي إستجلبته معها إلى بلادنا بغرض طمس الهوية اليمنية ببعدها الحضاري والثقافي المتوارث منذ زمن بعيد وإستبدالها بأفكار غريبة ومتناقضة مع الهوية والتاريخ والعمق الحضاري المتسق والمرتبط بقوة مع بعضه البعض لدى الدول والشعوب في هذه المنطقة الإستراتيجية من العالم.

لقد بات من الواضح للعيان الاهداف التي سعت ومازال يسعى الحوثيون إلى تحقيقها منذ إقتحامهم للعاصمة صنعاء وبقية المحافظات، من خلال ماتلى ذلك من خطوات لفرض اجندة غريبة على هذه الارض و صارت مضامينها تتكشف يوماً بعد يوم، وحقيقتها باتت جليةً وواضحةً وتظهر بقوة مع مرور الوقت وذلك من خلال ممارساتها اليومية في المؤسسات الرسمية التي بسطت نفوذها عليها بعد إنقلابها على الشرعية الدستورية في سبتمبر 2014، ومن خلال الأطر الإجتماعية والثقافية وعبر مستوياتها ووسائطها المتعددة التي سيطرت عليها سواء بالترغيب أو بالترهيب وإستخدمتها كوسائل سعت من خلالها الى فرض أجندتها المختلفة تمام الإختلاف عن عقيدة وهوية اليمنيين الذين يمتلكون من مصادر الفخر والإعتزاز بهويتهم وثقافتهم المترسخة ما يجعل من الصعب إختراقها او تشويهها بمتغيرات طارئة ومستفزة اياً كانت وسائلها لتحقيق ذلك، ومهما كانت نوعية وحجم المحاولات التي تبذلها ويبذلها من هم خلفها لتحقيق طموحاتهم الهادفة إلى طمس الهوية اليمنية ومحاولة تشويه العقيدة السوية لهذا المجتمع، والرغبة في وأد احلامه وتطلعاته في العيش كابناء وطن واحد ، وكشعب تميز بتلاحمة وترابطه ضمن نسيج إجتماعي متين ومتماسك حتى وإن ظهرت بعض التباينات هنا أو هناك إلا انها تأتي ضمن التنوع والإئتلاف لا ضمن التمزق والإختلاف.

لقد مثل اقتحام المنازل وتدمير المساجد تدشيناً للجرائم التي دشن بها الحوثيوت نهجهم القادم، كما جسد ذلك واحدة من أهم الحقائق التي فضحت الوجه الحقيقي لهذه الحركة الشاذة ، وهو مامثل صدمة كبيرة لمجتمع إتصف بإعتبار المسجد والمنزل اماكن ذات حرمات وقداسة لايمكن المساس بهما فمابالك بتدميرها وإقتحامها وإنتهاك حرمتهما في سابقة تاريخية دقت ناقوس الخطر الذي منبعه الفكر الإثنى عشري الذي تعتنقه هذه الجماعة، والتي افصحت من خلاله عن وجهها الإجرامي وأن تدثرها بالملائة الدينية لم يكن إلا من باب ذر الرماد على العيون.