الثلاثاء - 28 أبريل 2020 - الساعة 04:54 م
في معهد چينر Jenner Institute- المسمى على اسم مخترع اللقاح- في جامعة أكسفورد- بريطانيا، كانوا قد اشتغلوا في العام الماضي على فصائل أخرى من ڤيروسات كورونا وتيقنوا من درجة الأمان والسلامة للإنسان وهذا جعلهم الآن في مقدمة مختبرات العالم المرموقة التي تتسابق في البلاد المتقدمة للوصول إلى لقاح يواجه وباء (فاشية) كوفيد 19 الذي يجتاح العالم الآن.
بنهاية الشهر القادم، سيكونون قد جربوا اللقاح على 6000 شخص، لمعرفة ليس فقط سلامته للإنسان ولكن بأنه أيضا فعال وسيزوده بالوقاية.
تقنية معهد چينر
تقنية المعهد، تتركز على تعديل الشفرة الجينية لڤيروس معروف بغرض إصابته بالشلل ومنعه من التسبب بالمرض وبعد ذلك يعدلونه ليصبح مشابها للڤيروس الذي يريد العلماء الوقاية منه- وفي هذه الحالة الڤيروس الذي يسبب كوفيد19. هذا الڤيروس المعدل المنتحل لشخصية ڤيروس كورونا يستطيع أن يحفز جهاز مناعة الإنسان لكن بدون إصابته بالمرض.
في مختبرات العالم الأخرى يتبعون الطريقة التقليدية، وهي إضعاف الڤيروس نفسه بحيث لا يسبب المرض ولكن تبقى قدرته على تحفيز جهاز المناعة.
بسبب تقنيتهم، فقد كانوا جاهزين للبدء بالعمل -على تخليق ڤيروس ضعيف منتحل لشخصية كوفيد19- حال توصل الصينيون لمعرفة التسلسل الچيني المتسبب بهذا الوباء الحالي في بداية حدوث الوباء في مقاطعة ووهان الصينية.
الأخلاق والقيم الطبية والإنسانية
لمعرفة جدوى اللقاح في اكتساب المناعة للإنسان، نحتاج أن نحقن اللقاح لعدد معين من الناس ونحقن عددا مماثلا بشيء "مُمَوِّه" Placebo يشابهه في اللون والكمية ولكنه خامل ولا يحتوي على أي مادة فعالة، بغرض المقارنة.
المقارنة تكون بحقن المجموعتين من الناس بعد عدة أيام بڤيروس كورونا الذي يسبب المرض، ثم نقارن ونعرف نسبة من أصيب في المجموعتين وبهذا نعرف درجة نجاح اللقاح في اكتساب المناعة والوقاية بدون تحيز.
ولكن هذا ممنوع ومحرم
الطريقة التي يستعملها معهد چينر، هي تجربة اللقاح والشيء "المُمَوِّه" على 6000 شخص في المجتمعات التي نسبة التي تعاني من تسارع معدلات الإصابة بسرعة وبأعداد كبيرة، لتتم المقارنة بين نسبة من أصيب في المجموعتين، وبهذا تتم معرفة كفاءة اللقاح في الوقاية.
معهم مشكلة وهي أنه إذا نجح التباعد الاجتماعي، بتقليل عدد الإصابات، فهذا قد يعمي ويؤثر على نتيجة البحث والمقارنة لأنه قد يحدث نقص في عدد المصابين في مجموعة المموه بسبب التباعد، وتتقارب النتائج.
من المفارقات، هي أن هؤلاء العلماء ربما يكونون الوحيدين في العالم الذين لا يريدون أن تخف شدة الوباء بسبب التباعد الاجتماعي في المجتمعات التي يجربون فيها اللقاح. وقد قالوا بأنه إذا حدث هذا الأمر فقد يكررون الدراسة في الولايات المتحدة في المجتمعات التي يفتك فيها الڤيروس بكثافة.
العلماء في أمريكا -في معهد الصحة الوطني بمختبرات جبل الروكي في ولاية مونتانا- جربوا لقاح أكسفورد هذا على القرود في الشهر الماضي ثم عرضوها لكميات كبيرة من ڤيروس كورونا المتسبب بالوباء الحالي وما زالت بصحة طيبة حتى الآن بينما دائما كانت هذه الفصيلة من القرود تمرض إذا تعرضت.
الموعد في سبتمبر
مختبرات العالم، تتعاون مع بعضها وهي غير ربحية، ولكن واضح أن معهد چينر في أكسفورد سابق بمراحل.
وهم يقولون بأنهم قد يتمكنون من إنتاج عدة ملايين من اللقاحات بحلول شهر سبتمبر القادم، وهذا موعد أقرب بكثير مما كان أو ما زال متوقعاً من مختبرات العالم الأخرى.
كل هذه المختبرات العلمية العالمية غير الربحية تحتاج أموالاً، وهي تحصل عليها من المانحين من منظمات دولية أو جامعات أو حكومات.
أشهر المانحين للمختبرات التي تعمل على لقاح كوفيد19، هو مؤسسة بيل جيتس وزوجته ميلندا الذين يخصصون مئات الملايين من الدولارات لمكافحة الأمراض في كل العالم وخاصة في دول العالم الثالث الفقيرة.
هذه المختبرات غير ربحية، وستعطي اللقاح للشركات منتجة اللقاحات في أوروبا وآسيا وأمريكا في كل العالم.
بعض الشركات لا توافق على الإنتاج إلا إذا حصلت على حقوق حصرية لإنتاج اللقاح، ولكن هذا لن يتم مع لقاح ڤيروس كورونا.
عبدالقادر الجنيد
28 ابريل 2020
*من صفحة الكاتب على الفيس بوك