ملفات وتقارير

الأحد - 07 يونيو 2020 - الساعة 03:15 م بتوقيت اليمن ،،،

مدى برس/ ترجمة خاصة:


منذ اجتياح الوباء الكوروني اليمن، يستمر المتمردون الحوثيون الذين يسيطرون على شمال اليمن في تهديد العاملين في المجال الطبي للتستر على أرقام الإصابات الحقيقية لتفشي المرض.

إذ يقول عمال الإغاثة الدوليون ومسؤولو الصحة المحليون، إن المستشفيات غير المجهزة تعمل على إبعاد المرضى الذين يعانون من أعراض فيروس كورونا، مما يجعلهم معرضين للموت في أغلب الأحيان وهم قابعون في منازلهم.

في مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية يؤكد الأطباء وعمال الإغاثة الذين يرغبون في إبقاء هويتهم سرية؛ خوفاً من استهدافهم من الحوثيين، أن آلاف اليمنيين يصابون بالعدوى كل أسبوع، وأن هناك المئات من السكان يموتون.

وقد قال أحد العاملين في الأمم المتحدة، إن اليمنيين أغرقوا فيسبوك ووسائل التواصل الاجتماعي الأخرى بتعازي الموت في الأسابيع الأخيرة القليلة، ويملأون صفحاتهم بـ"تعازٍ إلكترونية".

> بداية الكارثة فقط

تقول كارولين سيغوين، مديرة العمليات في منظمة أطباء بلا حدود "إننا نرى فقط بداية الكارثة"، في المقابل أوضح ألطاف موساني، ممثل منظمة الصحة العالمية، أن الفيروس في نهاية المطاف قد يصيب حوالى 28 مليون يمني، أي ما يقرب جميع السكان- ويسبب بوفاة 65 ألف حالة على الأقل في أسوأ السيناريوهات.

وقبل أسابيع عدة حذر علماء الأوبئة من أن الفيروس يمكن أن ينتشر بشكل أسرع في أفقر دولة في العالم العربي أكبر بكثير في العديد من البلدان الأخرى، لكن أرقام الحالات المبلغ عنها لا تزال منخفضة بشكل خداع.

> تهديدات حوثية لإخفاء الحقائق

قالت لنا مصادر أمنية ما زالت تحقق في الموضوع، إن الحوثيين سعوا إلى إخفاء مدى انتشار الوباء من خلال التهديد بالقبض على الأطباء والصحفيين أو قتلهم إذا ناقشوا تفشي المرض وقاموا بدفن العديد من يشتبه في وفاتهم بسبب الفيروس، وفقاً لعمال الإغاثة وموظفي الأمم المتحدة والأطباء المحليين.

كما أفادوا أنه تم إرسال عناصر المليشيات مسلحين إلى منازل الأشخاص الذين أصيبوا بالمرض وأخرجوهم بالقوة، ومعظم السكان في صنعاء بالذات حالياً يخافون من الإبلاغ عن المرض.

وبحسب مصادر طبية وعمال إغاثة، تم اعتقال الأطباء والممرضات في مناطق الحوثيين، وتم سحب هواتفهم الأخرى لمنعهم من مناقشة الوباء أو تصوير الحالات.

> الخوف حتى الموت

وقال مسؤول كبير في مجال الإغاثة، بشرط عدم الكشف عن هويته للتحدث بحرية: "الناس مريضون ويموتون، والناس خائفون حتى الموت، إنهم خائفون لأنهم يخشون الانتقام من قبل قوات الأمن إذا اشتبهوا في كونهم إيجابيين".

وفي نفس السياق تتصاعد الوفيات في المدينة الجنوبية عدن مع حوالى 100 إصابة كل يوم وفقاً لتقارير لأطباء بلا حدود.

> مقابر مغلقة

في الشمال اليمني تم نشر تعميم على جدار أكبر المقابر في مدينة صنعاء: "أعزائي أقارب المتوفى، نؤكد لكم أن مقبرة خزيمة ممتلئة".

وقال مسؤولو المعونة الدولية، الذين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن أسمائهم، "إن مسؤولين في وزارة الصحة يتلاعبون بنتائج الفحوصات بشكل كارثي ولا يشاركون إلا النتائج السلبية".

وقالت مصادر أخرى، إنه تم إرسال مرضى يعانون من الفيروس إلى المستشفيات التي تسيطر عليها ميليشيا الحوثي ولم تسمع عنهم أي أخبار، ويذكر أن السلطات لم تسمح لأفراد الأسرة باسترداد جثث المتوفين أو إبلاغهم بأنه تم دفنهم.

ودانت عديد منظمات حقوقية اعتقال الأطباء والممرضين في الشمال ومنعهم من مناقشة الوباء، فمن غير الواضح لماذا يتم التستر على أعداد الضحايا من قبل الحوثية الإيرانية.

وفي وقت سابق انتقدت وزارة الصحة الحوثية الأساليب التي تستخدمها العديد من البلدان لمواجهة المرض، قائله إنهم "ضعفوا معنويات مواطنيهم وخلقوا حالة من الخوف والقلق".

وقالت الوزارة إن التعامل مع العدوى "كأرقام وإحصاءات" في العديد من البلدان "أثر سلباً على الناس نفسياً، وأضعف أنظمتهم المناعية".

المستشفيات والعيادات دمرتها الحرب والحصار الاقتصادي مما تسبب في نقص في الأدوية والمعدات الطبية، نصف المنشآت الطبية اليمنية فقط تعمل اليوم، وفقاً لما ذكره المسؤولون الأمريكيون وعمال الإغاثة.

ويقولون إن جزءاً صغيراً فقط منهم يمكنهم التعامل مع حالات كوفيد 19 حيث تم رفض بعض المرضى الذين يعانون من أعراضه للعلاج في المرافق الصحية، وفقاً لمجموعات الإغاثة ومسؤولي الصحة المحليين.

هذا يترك المرضى دون أي خيار سوى العودة إلى البيوت ونشر الفيروس للآخرين في مجتمعاتهم، والتي تشمل المخيمات والمدارس المزدحمة باللاجئين.

وقالت مصادر طبية متخصصة "إن الكثير من المستشفيات رفضت استقبال المرضى خوفاً من انتقال المرض إلى العاملين".

المصدر: واشنطن بوست