الأخبار

الأحد - 12 يناير 2020 - الساعة 11:31 م بتوقيت اليمن ،،،

مدى برس/ متابعة خاصة:

لا يُخفى على التاريخ ولا قرائه حجم الكوارث التي كرسها الاحتلال العثماني في شتى الأقطار العربية والإسلامية التي طالها، والتي منها اليمن، هذا البلد العربي الذي لم يكن بمعزلٍ عن حقبة الظلم العثماني خلال الفترة 1583 و1918، التي تواجد فيها العثمانيون في البلاد.

عسكر زعيل، وهو قيادي إخواني بارز يشغل منصب الملحق العسكري في السفارة اليمنية بتركيا، وسابقاً عمل سكرتيرًا لعلي محسن الأحمر، حارس التنظيم الإخواني في اليمن على سدة الرئاسة، وممثلهم في المستوى القيادي الأول داخل الدولة اليمنية، أثار حفيظة اليمنيين بتصريحات أطلقها من تركيا، ووصفها كثيرون بـ"هرطقات العملاء".

وفي مقطع فيديو بُث على مواقع التواصل الاجتماعي زعم عسكر، أن الفترة التي تعاقب خلالها الولاة العثمانيون على حكم اليمن تأسس خلالها التعليم والجامعات والمستشفيات، وتأسس كل شيء جميل في بلدي، ويتابع زاعمًا "تأسست القوة الدفاعية، وقوة الجيش السابع العثماني الموجود في صنعاء كان هو الحامي الأساسي للحرمين الشريفين من البوابة الجنوبية في أرض اليمن".

هرطقات عسكر، كما يصفها مغردٌ غاضب على تويتر، ذهبت إلى البعيد من هذا الثناء ليؤكد الرجلُ، في تزوير مكشوف لحقائق التاريخ، أن الاحتلال العثماني ”هو من بنى السور القديم الذي يحيط بمدينة صنعاء القديمة". وهي المدينة التي وجدت مذ أن كان سام بن نوح على قيد الحياة.

المغالطات التاريخية، والتجاوز المشين لعسكر خلق تكتلًا يمنياً على مواقع التواصل الاجتماعي، أغلبه صب في مهاجمة عسكر بنبرة غاضبة، باعتباره مسؤولاً دبلوماسياً يمثل اليمن في أنقرة، وهو ما جعل كثيرين يعتبرون تلك التصريحات إساءة للجهاز الدبلوماسي اليمني الذي يستغله تنظيم الإخوان في تلميع قوى معينة بحسب الأجندة التي يتوافق فيها الإخوان مع تلك الأنظمة.

جمال بن عطاف كان أحد الغاضبين على تويتر والذي اعتبر "عسكر زعيل السكرتير الخاص لـ علي محسن الأحمر لما يكون في الرياض يقول اليمن عربية ولما يكون في تركيا يقول اليمن عثمانية تركيه!!"، متابعاً "المهم يا عسكر لا تتهور وتقول الجنوب العربية فارسية أو تركية، لأنه لا يوجد لهم تاريخ في تراب وطننا، وربنا يهنيكم بالحوثي خليفة فارس وتركيا".

ويذكر عبدالله الحميقاني، في معرض ردود الغضب، أن "الملحق العسكري في سفارة الجمهورية اليمنية في تركيا، يمجد الاحتلال التركي لليمن كمن يستدعيه مرةً. اخرى هذي شرعية الاخوان".

"والله لو أن هناك حكومة ورئيس دولة يحترمون أنفسهم لما بقي المسخ ساعة في منصبه وأحيل للمحاكمة، يا هادي أرجع لعلي محسن بضاعته". يقول الحميقاني.

الصحفي صالح البيضاني، شارك من جانبه في هذا الصدد، بالقول "الملحق العسكري في سفارة اليمن بتركيا يشيد بالاحتلال العثماني لليمن ويقول إنه بنى الجامعات والمستشفيات في اليمن! والأفدح من ذلك زعمه أن الأتراك هم من بنوا سور صنعاء القديمة وباب اليمن الذي يزيد عمره على ألف عام على أقل تقدير!!“.

أما وكيل محافظة إب، محمد الدعام، يؤكد على تويتر بالقول ”أجدادنا قاتلوا الأتراك الذين احتلوا اليمن وأدخلوها في نفق مظلم، وكلام زعيل الملحق العسكري استهانة بدماء أجدادنا الذين قاوموا الاحتلال العثماني لليمن، وهذه إهانة في حق اليمن أن يمثلها أمثال زعيل“.

ويعدُ أحمدُ عمر بن فريد، عسكر زعيل بأنه "من أقرب الشخصيات إلى علي محسن، يتغزل في "الاحتلال العثماني" لبلاده الذي جعلها تعيش التخلف بكل معانيه حتى اليوم، والغريب أنه هو وجماعة الإخوان يصفون الإمارات التي أتت لتحررهم من الوجود الإيراني بـ"الاحتلال".

جراءة زعيل في ارتكاب الفداحات دفعته للظهور مرة أخرى لمحاولة التبرير، ليكتب في تويتر "لأصحاب البضاعة الكاسدة والمقتاتين على التطبيل خلف وسائل التواصل الاجتماعي". في إشارة لمئات اليمنيين الذين انتقدوا تصرفاته.

وتابع مخطابًا في تغريدة كتبها على تويتر "عسكر زعيل حضر بشخصه لا بمنصبه، الكلام عن تاريخ قد مضى وليس دعوة لاحتلال في الحاضر، وأذناب الإمامة من أُثيرت حفيظتهم". الأمر الذي اعتبره نشطاء التواصل الاجتماعي "دأبًا إخوانيًا لازم الجماعة في توزيع التهم على المعارضين".

لكن ياسر اليافعي، وهو صحفي ومحلل سياسي، لم يستطع الصمت بعد التبريرات التي أوردها عسكر، فرد بالقول "‎من حقك تمدح الاحتلال التركي لأنك أصبحت تركي الجنسية، بأموال التحالف العربي التي دفعها لكم لتحرير صنعاء اشتريت الجنسية التركية"، مُزيدًا "بحياتي لم أرَ أخبث منكم".