الجمعة - 22 مايو 2020 - الساعة 10:19 م بتوقيت اليمن ،،،
مدى برس/ تقرير خاص:
يستقبل اليمنيون عيد الفطر المبارك للعام السادس على التوالي في ظل أوضاع إنسانية بائسة تعيشها البلاد بعد أكثر من خمسة أعوام من حرب عبثية خلفت أوضاعاً إنسانية تصفها الأمم المتحدة بأنها أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
ومع اقتراب أيام العيد وجد المواطنون أنفسهم عاجزين عن شراء الحاجات الأساسية لأطفالهم بهذه المناسبة في ظل الارتفاع الجنوني في الأسعار وتراجع قيمة العملة الوطنية أمام العملات الأجنبية، وانقطاع المرتبات والأعمال وغياب شبه تام لأجهزة الرقابة.
وقال أحد المواطنين لـ"مدى برس" (وهو أب لثمانية أطفال)، جاء العيد هذا العام أصعب من الأعوام الماضية بكثير، في ظل ظروف قاسية وتوقف عن الأعمال والحجر الصحي، نتيجة انتشار فيروس كورونا، ويكابد فيه أغلب المواطنين، القتامة والبؤس.
وأضاف بمرارة وبؤس: "هذا العيد يجد المواطن نفسه عاجزاً عن شراء دجاجة لأطفاله، فما بالك بشراء احتياجات ومستلزمات العيد من حلويات ومكسرات وملابس جديدة لهم ولأطفالهم، حرمنا من كل شيء حتى الاحتفال بهذه المناسبة العظيمة والتي كانت ترسم الابتسامة والبهجة على وجوه أطفالنا".
وللعام السادس على التوالي، يستقبل اليمنيون العيد وسط أجواء فرائحية غائبة تكاد تخلو من أي مظاهر للاحتفالات والاستعدادات المعروفة في مناسبة كهذه في ظل مآسٍ مركبة من حرب عبثية مستمرة دون وجود بارقة أمل لإنهائها، وانقطاع المرتبات والأعمال، بالإضافة إلى كوارث الانخفاض المداري وسيول الأمطار في أغلب المدن، والحديث عن إيقاف الأمم المتحدة المساعدات الإنسانية، وآخرها المخاوف من تفشي فيروس كورونا في ظل تدهور وانعدام القطاع الصحي في البلاد.
مواطن آخر قال لـ"مدى برس"، العيد كان مناسبة مبهجة لكنها تحولت إلى مأساة.. في ظل عدم استقرار حياة ملايين الأسُر، من لم تعد تقوى على مقاومة شبح الموت، الذي يدنو من رقابهم، وطالت حياة الكثيرين منهم.
وأوضح أن غلاء الأسعار وانهيار العملة الوطنية بهذا الشكل المخيف، والمتصاعد، بالإضافة الى الأوبئة وكوارث السيول، ليس سوى إلقاء أعباء مركبة قاسية على كاهل المواطن الفقير، أعباء قاتلة هي الوجه الآخر الأشد قساوة للحرب، ويتحمل نتائجها المباشرة أصحاب البطون الخاوية.
قال أحد الباعة: "اسعار البضائع تضاعفت ثلاثة أربعة وخمسة أضعاف، والزبون حين يری الأسعار، يمتنع من التبضع ويرحل".
وبالرغم من تكدس الأسواق والمحلات بالبضائع التي لا تكتمل فرحة العيد إلا بها، إلا أن أغلب المواطنين يكتفون بالنظر إليها ويعودون إلى منازلهم فارغي الأيدي، بسبب قساوة الظروف المعيشية التي يعيشونها.
وأرجع عدد من ملاك المحال التجارية ارتفاع الأسعار إلى انهيار العملة الوطنية وارتفاع تكاليف النقل، بالإضافة إلى الجبايات التي تفرضها ميليشيات الحوثي في المناطق الخاضعة لسيطرتها على التجار والمستوردين والباعة بالتجزئة والجملة.
واتهموا مشرفي الحوثيين بتنفيذ حملات نزول ميدانية متواصلة في المناطق الخاضعة لسيطرتهم إضافة إلى الجبايات التي تؤخذ في نقاط التفتيش المنتشرة خارج المدن الرئيسية، وتلك التي يتم أخذها في الأسواق، بالإضافة إلى فرض مبالغ مالية كبيرة على الحاويات والقاطرات التي تحمل بضائع ومواد غذائية في نقاط التفتيش التابعة لهم، واعتبروا ذلك أحد أهم الأسباب التي ضاعفت من تكاليف البضائع.
وأضافوا: نحن كل يوم ندفع إتاوات للحوثيين تحت مسميات وحجج كثيرة آخرها فيروس (كورونا)، حيث يأتي كل يوم مسلحون للمطالبة بدفع مساهمة يومية ودعم لأجل مكافحة تفشي المرض، حد قولهم.
ويكابد اليمنيون صعوبات جمّة، جراء تدهور الوضعين الإنساني والاقتصادي منذ اندلاع الحرب في البلاد مطلع العام 2015، لكن الأوضاع انحدرت نحو الأسوأ، بالتزامن مع انتشار فيروس كورونا وانهيار العملة الوطنية بهذا الشكل المخيف والمتصاعد.
ولم يبق بين اليمنيين، من لم يتحول العيد إلى شغله الشاغل، فهل يدرك المتسببون بهذا الوضع المأساوي، شعور أب لم يستطع أن يوفر كسوة واحتياجات العيد لأطفاله؟!